رواية نصائح الموت بالأعشاب الطبية – عطية عطار زاده
عطية عطارزاده، كاتبة إيرانية معروفة بحساسيتها العالية في السرد وتجديدها في الشكل الروائي، استطاعت أن تفرض اسمها كأحد الأصوات الأدبية اللافتة في المشهد الإيراني المعاصر، ووصلت أعمالها إلى قراءات نقدية واسعة وترجمات لافتة، ما جعلها تحظى بمكانة خاصة بين جيلها من الكُتّاب.
الرواية تبدأ من زاوية حساسة: فتاة شابة تفقد بصرها اثر تلامس عشوائي مع نبات سام في طفولتها، ليصبح العالم من حولها غرفة مظلمة لا يمكن استكشافها بالبصر، بل بالروائح، الأصوات، والإدراكات الأخرى ـ الحسية والنفسية، عندما تصل إلى سن السابعة عشر، فإن ما أنبنى طوال السنوات الماضية من وصمات، عزلة، وعلاقة مركبة مع والدتها، علاقة مشبعة بالعطاء والاعتماد، يبدأ يتغير.. يوم ما تغادر البطلة المنزل لحضور مناسبة عائلية، وعند عودتها، تدرك -لسبب ما- أن ليس كل شيء كما كان، وأن هناك تحولًا داخليًّا في إدراكها وحسّها بالعالم!!
في “دليل الموت بالأعشاب الطبية” تكتب عطارزاده بجرأة عن الحدود الملتبسة بين الشفاء والرحيل. النص ينساب مثل وصفة عشبية غامضة: يبدأ بحديث عن النباتات وأسمائها وتحضيرها، لكنه سرعان ما يتحول إلى مرآة للأسئلة الكبرى عن الجسد، الفقد، والزوال. أجواء من الخوف المسيطر غير المعلن.. الخوف من الهجر أو من أن تُترك وحدها، أن تنسحب منها العلاقات العائلية، أن يفقدها الآخرون. تلعب الأعشاب هنا دوراً ليس علاجيّاً فحسب، بل مفاتيح لفتح أبواب الذاكرة، وخرائط تقود الشخصيات إلى مواجهة هشاشتها بصدقٍ مؤلم وشاعرية آسرة.
في هذا العمل ستخوض بتجربة حسية مكثّفة: عن كيف تستعيد الفتاة (المفقود البصري) بوسائل أخرى، وتحوّل إحساسها بالأشياء إلى تجربة تأملية، تختلط فيها الأصوات بالروائح باللمس، فتتشكّل صورة خاصة للعالم، بأسلوب يمزج بين اللغة العلمية والرمزية، تضعنا الكاتبة أمام حقيقة أن الموت ليس نهاية صادمة بقدر ما هو فصل طبيعي في دورة الوجود، مثل نبتة تجف لتترك بذورها في الأرض.
فهل يمكن للأعشاب أن تهدينا طريقة أرقّ للرحيل والموت!؟ هل يمكن تغير مفهومنا عن الحياة عندما يصبح الشم والصوت هما اللغة الوحيدة؟ هذا ما تعدّه لنا الرواية عبر هذه الوصفة.

تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب



