رواية هدايا – نور الدين فارح
لا تخرج رواية “هدايا” للكاتب الصومالي نور الدين فارح الصادرة عن منشورات دار الجمل، وهي أحد أجزاء ثلاثيته، عن الفضاء الصومالي المفعم بالروح الشعبية والتقاليد ، يناقش في روايته موضوع الهبة التي تمنحها الدول المتقدمة والغنية الى الدول المعدمة والفقيرة، والصومال واحدة منها، وما يتمخّض عن قبولها من إذعان المُهدى اليه إلى المهدي، واستتباعه وانصياعه لإرادته.
جاء ذلك بحسب أحمد زين الدين بصحيفة “الحياة” اللندنية ، مشيرا إلى أن المؤلف يعبر عن هذا المعنى في الرواية بمقالة يضعها باسم طارق أحد ابطاله الصحفيين، الذي ينحو الى القول بأن الدافع الحقيقي الى إعطاء الآخر، لا يكون إلا بغرض إفساده او الهيمنة عليه. والحال أن العالم الأوروبي والأميركي يعطي، والعالم الأفريقي يتلقى الصدقات والتبرعات.
وغالباً ما كانت هذه المعونات طريقة خبيثة لإبقاء حكام البلاد الديكتاتوريين، في سُدة السلطة فترة طويلة، بذريعة أنهم يقيلون البلاد من عثرتها الاقتصادية، ومن عواقب التصحّر والجفاف والمجاعة.
تقف دنيا بطلة الرواية موقفاً حرجاً من هبات شخصية، تمثّلها هدايا بوساسو الثري المثقف الذي يتودد اليها. وهي إذ تتعفف عن قبول هداياه، تشعر حيال ذلك بأنه يرتبك ويتوتر. ولأن الهدايا تقوم عادة على المبادلة، فإنها تحرص على أن يتناول الطعام في منزلها، لقاء خدمة توصيلها الى المستشفى التي تعمل فيها.
الرواية تنفتح على الفضاء الصومالي الذي يعيش السكان فيه، خصوصاً سكان العاصمة مقديشو، محرومين من الكهرباء والبنزين والأمن والاستقرار الاجتماعي.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب
لمناقشة الكتاب فى جروب قهوة 8 غرب اضغط هنا