رواية هكذا تحدثت الشجرة – أنس العاقل
نامي يا روحي فلنا أكثر من حياة. وإذا ما استيقظت ولم تجديني تكونين حينها في حياتي الأخرى حيث تنامين على ظهر غيمة بيضاء في مرافئ روحي. أما أنا، فسأنام ملئ جفوني كرضيع تلفه غمامة بيضاء، أحلم بالعصافير طليقة في سماء روحي.
حظ كبير ما حدث بيننا، لا يحدث لكل العشاق. تقاسمنا لحظات نقترف فيها الفرح، فتتوقف أنفاسنا لحظة الفرح. ويعصرنا الألم بين فرحين، يجملنا الألم ويزكينا. سأكون سعيدا بما حدث بيننا عندما تشرق صباحاتك في حياتي الأخرى، ستورق شمسك صيفا ومطرا وستحملك إلي غيمة شاردة بيضاء.
أؤمن بالشمس والمطر وأخشى العواصف الهوجاء. نسبح ضد التيار؟ عفوا. تعلمت الانحناء للعاصفة. ففيها أرى وأتبعه حيثما أراد وابتغى… أتبعه غير مكذب بالحسنى. وأرى ما أرى إني أرى حطام مدينة ومجرة.
أأًكذِّبُ ما أرى أم يا ترى أكذب عليك كي أدثرك من الأمل والألم والحطام؟ فألمك ينسكب بداخلي ككرة ملتهبة، أتراها كرة اللهب التي أخرجها مشرط الجراح؟.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب