رواية هوارية – إنعام بيوض
تبدو شوارع وهران كخطوط القدر في عيني هوّارية، العينان اللتان تدميان لأسباب غامضة ويعجز الاطباء عن تشخصيها. لا تعرف هوّارية، على وجه التحديد، كيف تمكنت من قراءة تلك الخطوط، ومن أين أتت كلّ تلك الأصوات التي تخبرها بحكايات ومصائر أشخاص تعرفهم، ثم كيف تعلّمت فكّ رموز تلك الأقدار؟ هل تعلّمت حقا؟ أم حدث الأمر بشكل مفاجئ، كرؤية، أو كأن تُفتح أبواب الجحيم، وتنتهي، دون سابق إنذار، لحظة الغفلة.
في رواية ‘ هوّارية’ تتحول مدينة وهران بأكملها إلى راحة يد ويتضاءل سكّانها في زمن الموت، ليسكنوا تلك الكفّ التي تشّعبت شوراعها وخطوطها وأقدارها. هل تضاءلت هوّارية هي الأخرى، أم أنّ روحها اتّسعت بتلك المنحة الفريدة، منحة قراءة المصائر والتعاطف مع أصحابها، متّبعة الحكمة الأزلية والمواسية: حتّى غبينة ما تدوم ( لا غبن يدوم).
هوّارية، رواية تمنح اسما وملامح لكلّ اولئك الذي نناديهم بعبارة ‘ ها’، تلك العبارة التي تسلب الأسماء والوجوه والحكايات الشخصيّة والفريدة.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب