رواية هيلانة – وليد الحجار
خرجت “هيلانة” راكضة متعثرة، من دارها..غير آبهة إلى أنها لم تتم زينة وجهها.. تتلفت يميناً ويساراً مع وقع الصدى الحاد لدوي طلقات نارية قريبة، تشد قبضتيها على ما تحمله من حقائب متوسطة الحجم.. تتوقع ظهور “ميشيل”..وقد هتف لها، منذ لحظات، يشعرها بأنه في طريقه إلى المدينة.. وأنه لن يتوقف لانتظارها إلا ثواني معدودة.. فالطريق عبر سهل البقاع محفوف بالمخاطر.. والخروج من بلدتها وضواحيها، في ظلام الليل، محفوف بالقناصة، أشبه بمحاولة أكيدة للانتحار..كيف لا .. وأنوار سيارته الأمامية تحيله إلى هدف سهل مغرٍ لكل من يتدرب على إصابة الطرائد المتحركة.. ألقت نظرة خاطفة على ساعتها ..، تتمتم لنفسها في لهجة “زحلاوية” واضحة.. – “يادلّي..يادلّي.. هلأني بيغيب الضوّ..وخود يا أنص..وشوبدّو يوصلني بعدين عالشام؟”.. بانت في تلك اللحظة مقدمة سيارة “ميشيل” على المنعطف، وفاجأت أنوارها الكاشفة هرة حبلى سوداء، تسمرت في مكانها مذعورة لا تعرف الهروب.. غابت تحت العجلات، فيما تقلصت تقاطيع وجه “هيلانة” هلعاً وصرخت: – “يادلّي..يادلّي.. راحت، هالمعتّرة.. ماتت.. ما كان فيك ما تدعسها؟!” صاح السائق يستحثها على الإسراع والالتفات إلى ما هو أهم..وكان قد توقف قربها.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب