رواية وادي الرماد – أحمد صلاح سابق
في صبيحة الخامس والعشرين من مارس، وبعد مرور شهر واحد على أحداث «فبراير الموت»، شنت الطائرات الحربية الأمريكية حملة مكثفة وواسعة النطاق على مصر.
خلال خمسين يومًا، وجَّهت القوات الجوية الأمريكية أكثر من مائة ألف هجوم جوي، أُلقيت خلالهم على المدن والصحاري المصرية قرابة المائة ألف طن من المتفجرات.
قبل انتهاء الأسبوع السابع من الحملة الجوية، بدأت القوات البرية الغازية توغلها في الأراضي المصرية، ومالت على المدن والقرى فدمرتها تدميرًا. استوعبت العمليات القتالية الرئيسية تسعين يومًا بالتمام، وكانت في حقيقتها، ورغم كثافتها وضراوتها، عمليات قتالية تقليدية، فرقت شمل المقاومين وفَرَطَت تدبيرهم وأهلكتهم، وجعلت البلاد بأسرها دَكًّا.
أُطلِق على الغزو الاسم الرمزي «عملية صواعق الرعب»، وكان اسمًا على مسمى. على مدار الأعوام التالية، لم تنقطع صواعق الويل والهلاك عن العصف بأنحاء وادي النيل وأهله، فتبدَّلت الأرض، ومُسِخَت صور الخلائق، وادهامت دنيا الناس مدى الدهر.
لم يكن الغزو نهاية مبرمة، بل بداية خَلَّاقة، غيرت وجه الحياة في الوادي، وأوجدت واقعًا غريبًا، مشحونًا، وأرضًا جدباء، قاسية، لم ير المصريون مثلها من قبل.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب