رواية واشتعل القلب شيبا – سارة شوقي العقاري
انتبه…
يُوشك أحدكم أن يتعثرَ هنا بقصته، وأن يقرأ من بين هذه الرسائل رسالة تخصه لكنه لا يدري متى كتبها ولا يذكر أنه طلب من أحد كتابتها نيابةً عنه!
هُنا أحداث متلاحقة ورسائل كُثر بعضها يخصك وبعضها يخص جيرانك في المسكن وأصحابك في العمل أما البعض الآخر فيخص أناسًا ربما لم تعرفهم قط فتعال أعرفك عليهم…
تنفس بعمق؛ ثم امسك يدي وتعال أعرفك على “حسام” شاب جميييل سـ يعدمونه غدًا اجلس معي لنسمع سويًا حكايته وليقص علينا شعوره قبيل إعدامه بساعات.
هيا بنا لنصعد سفينة “زين” ليحدثنا عن دوافع ونهاية كل مهاجر غير شرعي .. تماسك مازالت أمامنا تجارب أخرى وحكايات كثر على رأسها حكاية “تميم” لكن عدني ألا تبكي تميمًا أبدًا أبدًا، أخشى أن يحزنه بكاؤك وحزن “تميم” غال عليّ.
أما “رؤى” العروس فصبِّرها وتماسك أمامها .. وضع نهاية لائقة لـ “علاء” لأنني تركت لك مهمة كتابة نهايته.. أوووه هناك فتاة تحاول الانتحار اركض معي عسى أن ننقذها.
كفى تعبنا اليوم دع يدي وهيا لنسترح، نُكمل رحلتنا غدًا إن شاءالله..
تريد أن تُكمل؟
إذن كما تود، هيا لأعرفك على “سهى” و”يمنى” و “وعد”.. ولأحكي لك حكاية “بنان” السورية.. و”لين” الزوجة الثانية.. و”سلمى” مُحاربة السرطان.. و”محمود” الطبيب العريس الذي سيتخرج غدًا.. و “مالك” صاحب العشر سنوات و”إبراهيم” الشاب المغترب، و “يُوسف” اللقيط، ومها وسارة وشام ومُصعب وأروى وخالد وغيرهم كثييييير.. لكن عدني أن تصبرهم ولا تبكي أمامهم أبدًا فإنني أكره أن أوجعهم يكفي ما بهم من وجع.
عندما تنتهي الرحلة أخبرني أيهم شعرت أنه يشبهك.. مَن فيهم كانت حياته نسخة من حياتك أنت، من فيهم مست حكايته قلبك لأنك تعيش حكاية مشابهة؟!
“واشتعل القلب شيبًا” كتبته بجهد هائل ومشاعر قاتلة ودموع غزيرة أذرفها على صاحب كل مصيبة دفعني قلبي للكتابة عنه.. فترفقوا به وتلطفوا بصاحبته فقد كَتبَتهُ بقلبها وترجوا أن يستقر أبطاله في قلوبكم.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب