قريبا
رواية وداد – سهام بدوي
وضحكات وداد تظهر عبر ظلالها أكثر . ظلالها الممتدة على الحوائط من حولها ، ترش صمتها بالبهجة والصحب . يتعلق بصر وداد بظلها المنعكس على تلك الحوائط ، ظل له نفس الشعر القصير معالم الوجه المنحوتة الحركة المُفرطة والالتفاتات السريعة المتكررة لكن قامتها تتغير بحسب الوقت . ظلال وداد مُتمرّدة على السكون لا تتصل بها إلا عبر القدمين ، لكنها مُستقلة ولها مآرب أخرى ، وتتبع هواها .
ظلال وداد لا تنتهي بإطفاء مصدر الضوء ، فهي هوائية مزاجِيَّة نَزَواتِيَّة نَزِقَة تنسحب متى شاءت ، وأخطرها هو ظلال أصواتها . لا شيء يُرضي هذه الأصوات والظلال ، لا يمكن التصويب عليها وإصابتها ، فصارت حُرَّةً تسعى ، نُسَخا مُتعدّدة من الأصل : ” وداد ” .
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب