رواية وسط حدائق الخزامى (ظلال الماضي) – غول إيربولو
“وسط حدائق الخزامى” كُتبت لتكون أكثر من مجرد رواية تاريخية. صحيح أن البلاط العثماني في القرن الثامن عشر يشكل الستارة الخلفية لهذه الرواية، ولكن الأشخاص المنتمين إلى البلاط هم الذين يتمتعون بالأهمية فيها؛ فهم أشخاص لن يتصرفوا ربما بشكل مختلف كثيراً في زمان ومكان مختلفين.
قد توفر هذه الرواية المادة …لأولئك الساعين إلى فهم الباديشاه – السلطان العثماني – كرجل، أو إلى إلقاء نظرة عامة مرة أخرى على عيوب الناس ومصادر ابتهاجهم، أو إلى الاستمتاع بوضع تخمينات عن شخصية فنان شهير. ولكن، بالطبع تبقى الأولوية للمحافظة على الدور المتمثل بوضع السياق التاريخي في الطليعة، بهدف التدقيق في فترة معيّنة من التاريخ؛ شهدت لمدة طويلة من الزمن أحداثاً مبتذلة يمكن توقعها… ويمكن اعتبار بعض الأحداث رمزية، والعلاقات بين الناس واقعية، وبالعكس.عند ذلك المنعطف التاريخي تقبع أحداث الرواية والتي بدت فيها “غول إيربولو” أكثر تفحصاً لعالم الرجال والسلطة، ولكن من وجهة نظر المرأة، لزمن لم يكن زمن النساء، لذا، استخدمت بعض النساء فطنتهن لدعم قضاياهن ولتغيير مسار الأحداث، وقد نجحت بعضهن كما سنرى في هذه الرواية في تحقيق أحد هذين الهدفين، أو في تحقيقهما معاً، ولهذا السبب ركزت الروائية قراءتها في التاريخ الاجتماعي للسلطنة العثمانية، كونه يشكل مادة خصبة للقص الروائي باعترافها شخصياً “… بنت المخيلة هذه الرواية على أساس من الوقائع، مركزة بصفة خاصة على المظاهر الإنسانية لأولئك الذين تم وصفهم. والرواية أيضاً تحليل لشخصيتي، شخصين جديرين بالملاحظة تركا علامة فارقة في عصر الخزامى: السلطان أحمد الثالث الحاكم، ولِفْني المزخرف وروح العصر.
بقيت بعض الأحداث الهامة في هذه الرواية سجينة آمال الناس وتطلعاتهم في حين بدلت أخرى مسار التاريخ.
والشخصيات الرئيسة وتواريخ وفاة كل منها واقعية؛ لقد ربط فنُّ الرواية الأحداث، وحث السردُ القصصي المخيلة على التوسع في الوقائع وإثرائها. ماذا لو؟ هو السؤال الذي يتبادر إلى ذهن القارئ المتلهّف للحصول على إجابة؛ فالمخيِّلة هي التي تسبقنا إلى أماكن لم نستكشفها بعد..
كان عصر الخزامى حكاية ترقى إلى مستوى الخيال، فريدة من نوعها في السجلات التاريخية بالرغم من نهايتها الحزينة، بأي حال، تروي القصةُ حكاية جميلة وطويلة إلى حد ما؛ حقيقة صغيرة، كما هو الحال في كل الحكايات المبتكرة، فيها استخلاص لبعض العبر، ومخيلة وافرة… ويُترك شكل الظلال في حدائق الخزامى لمخيلة القارئ.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب