رواية وقائع من أوجاع رجل غامر صوب البحر – واسيني الأعرج
هل يمكن لوقائع هروب صوب البحر أن تؤلف ملحمة إنسانية؟ من كان في شك من هذا فليقرأ هذه الرواية. ولكن هذه الوقائع ليست كل الملحمة ليست الملحمة والسدى، بل تكاد تكون حجة لرواية سيرة المناضل السجين الهارب من مولده إلى منتهى مغامرته، فالروائي قد أمسك بالخيط من آخر، ورأس عمله على مبدأ الاستذكار والتداعي، مما يسمح بحضور الأزمنة كلها وتداخلها، ومن في حياة المناضلين من أحداث، وكم فيها من (أوجاع) ! .
سيلاحظ القارئ كلما تقدم في قراءة هذا الأثر أن المؤلف يمسك بخيوط عمله الروائي إمساك الخبير، وأنه يستخدم له أفضل التقنيات حتى خلال عمله من كل ثغرة في هذا المجال.
ولقد ضمت الرواية لوحتين ما نحسب لهما مثيلا في الأدب العربي الحديث: الأولى لوحة تظاهرة عمالية، انتهت بالاشتباك مع زلم السلطة، وهي لوحة كاملة، معاناة ودراسة، وأما اللوحة الثانية فتصور انهيار مصنع قديم على رؤوس عماله، وتدفق المياه في حناياه وسراديبه، وتشتت العمال، وتخبطهم في الظلمة، وصيحات الاستغاثة ومحاولات الإغاثة واختناق الأصوات، وحشرجة الضحايا كل هذا والانهيار ماض في مسيرته، سقفا بعد سقف، جدار بعد جدار.
والخلاصة فالرواية كعمل ينضوي تحت لواء مذهب الواقعية الاشتراكية انجاز كبير.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب