رواية يستحيل التصدي للظلام – دلفين دو فيغان
«يستحيل التصدي للظلام» Rien ne s’oppose a la nuit رواية بثلاثة فصول تقدم لنا فيها الكاتبة دلفين دو فيغان، في أعقاب انتحار والدتها قصة حياة هذه الأخيرة، فتتناول فيها طفولة لوسيل (والدتها) ، ثم حياتها الراشدة التي بدأت فعلياً مع ولادة الكاتبة. وفي الرواية تَعمَد الكاتبة عبر فصول روايتها التي تسرد في بعضها، حياة لوسيل، وتوصف في بعضها الآخر مساعي هذه الأخيرة، فضلاً عن البلبلة التي عانتها في محاولتها إنجاز مشروعها الذي شكل هاجسها الدائم. فتقودنا إلى اكتشاف داء القطبية الثنائية التي كانت والدتها مصابة به، وكذلك المآسي العائلية التي عاشتها هذه الأخيرة.
وتخلص الكاتبة إلى القول: أدرك اليوم أن حياة والدتي تُجسد، كما حياة أسر عديدة أخرى، ما للكلمة والصمت، أيضاً، من قدرة على التدمير.
حازت هذه الرواية على الجائزة الكبرى، التي تمنحها مجلة Elleالنسائية الفرنسية، لأفضل رواية.
– تقول الكاتبة في ختام الرواية: “هل وجب عليَّ كتابة مؤلَّف، بطبعه الحب والشعور بالذنب، لأتوصل إلى النتيجة ذاتها؟ بين صور لوسيل التي وجدناها في بيتها، هناك لوحة بالأبيض والأسود، تعرفتُ إلى تلك الصورة الصغيرة جداً لأمي، وقد أُخذت على مائدة الأسرة في فرساي أو في بييرمون. على اللوحة نفسها تظهر ليان، وجورج، وغبريال، وليزبت، وآخرون أيضاً. تبدو لوسيل في تلك الصورة جانبية، إنها تلبس كنزة سوداء بياقة مبرومة، وبيدها اليسرى سيجارة، يبدو أنها تنظر إلى أحد ما أو إلى شيء، ولكنها لا تنظر إلى شيء في غالب الأمر، فابتسامتها قاتمة بعذوبة. إن سواد لوسيل شأن سواد الرسام بيير صولاج. فسوادها هو “ما وراء السواد”، إشعاعه، وانعكاساته الحادة، والنور الخفي والغامض التي تشير كلها إلى أي مكان آخر. لم أعد، اليوم، أبحث وأفتش، إنني أقتصر على الرسالة التي تركتها لوسيل. أفهمها كما كانت تحب أن تُفهم: حرفياً. كانت تعرف كما كانت تحس أن المرض سينتهي بالقضاء عليها، فكانت تتألم، وكانت تعبة. فالصراعات التي قامت بها طوال حياتها لم تترك لها القوة لتقود هذا النضال الأخير. ماتت لوسيل وهي في الواحدة والستين من العمر، قبل أن تصبح سيدة عجوزاً. ماتت لوسيل كما تمنتْ: حّية. إنني، اليوم، قادرة على أن أعجَب بشجاعتها”.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب