رواية يوم الاستقلال – ريتشارد فورد
يعود الكاتب الأمريكي (ريتشارد فورد) في روايته (يوم الاستقلال) إلى شخصية (فرانك) التي سبق أن قدّمها في رواية (المحرر الصحفي)؛ ليواصل معها رحلة البحث عن معنى الاستقرار وسط فوضى الحياة الأمريكية الحديثة. تدور أحداث الرواية في تسعينيات القرن العشرين، حيث نجد (فرانك) وقد غادر مهنة الصحافة واختار العمل في بيع العقارات، محاولًا أن يمنح نفسه حياة أكثر هدوءًا بعد سلسلة من الانكسارات الشخصية، وعلى رأسها طلاقه المؤلم.
تأخذنا الرواية في عطلة نهاية أسبوع طويلة تسبق احتفالات الرابع من يوليو، حيث يرافق (فرانك) ابنه المراهق (بول) في رحلة قصيرة، تتقاطع خلالها لحظات التوتر العائلي مع محاولات خجولة لإعادة بناء الجسور بين الأب وابنه. في هذه المسافة الزمنية القصيرة، يكشف (فورد) عن عمق الأسئلة التي تواجه الطبقة الوسطى الأمريكية: معنى النجاح، هشاشة الروابط العائلية، والبحث عن هوية شخصية في ظل مجتمع استهلاكي متسارع الإيقاع.
أسلوب (فورد) المتأمل والساخر يتيح للقارئ التوغل في تفاصيل الحياة اليومية، حيث تتحول المواقف البسيطة إلى مشاهد تعكس قلق الإنسان العادي في مواجهة حاضره ومستقبله. ومن خلال عين (فرانك) التي تمزج بين النقد والحنين، يرسم الكاتب صورة دقيقة لزمن أمريكي تتخلله الخسارات الصغيرة والأحلام الكبيرة.
لقد منحت هذه الرواية (ريتشارد فورد) جائزة بوليتزر للرواية عام 1996م، وجائزة بن/فوكنر في العام نفسه، لتصبح علامة فارقة في مسيرته الأدبية، ونصًا يعبّر عن قدرة الأدب الأمريكي على التقاط نبض الحياة اليومية وتحويله إلى شهادة إنسانية واسعة المدى.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب
