كتاب أبطال مجهولون – أريك دورتشميد
يتحدث هذا الكتاب عن بعض الرجال والنساء الذين خاطروا بحياتهم، وعن شجاعتهم في مواجهة تحديات مذهلة، وحول طبيعة الصدفة؛ حول الظلم الكبير الذي يتعرض له بعض الأشخاص حين يتمّ جعل المآسي التي واجهتهم من أسرار الدولة؛ حول الأحداث المأساوية، والروايات المتعددة للحقيقة. في كثير من الأحيان، تنبع البطولة من الأفعال التي تتمّ بطريقة غريزية وسط سخونة الحدث، وتسببها ظروف خارجة عن السيطرة. هناك فكرة تقول: «لقد قاتلوا حتى آخر رجل وإلى النفس الأخير »، حيث يفتدي الأفراد حياتهم بأغلى ما يملكون على أمل أن يعيشوا براحة، وعندما تبدو الإبادة أمراً حتميّاً، فلن يكون أمامهم إ التضحية بكل ما يملكون لأجل أن يحصلوا على أدنى فرصة لأن يعيشوا يوماًًً واحداً زيادة.
شهد التاريخ أمثلة عدة عن رفض الكثير من الأفراد الاستسلام. في الحرب العالمية الثانية، قرّر اليابانيون الانتحار بسبب إيمانهم الديني بأن حياتهم كانت ملكاً لإمبراطورهم. كان منتشراً بين مقاتليهم ما يعرف بـ «السلوك القتالي الجدير بالثناء »، وهو مبدأ يشدد على روح الجماعة ويستخدم كحافز قوي؛ يجعل الجندي يلبّي نداء الواجب ويلتزم بقواعد الانضباط والتقاليد ويكون مستعدّاً للموت. كان خوفه الكبير هو أن يوصم بالعار أمام رفاقه. يمكن أن يصل هذا الأمر إلى حدّ العبث عندما يطلب القائد من أفراد وحدته التصرف بشجاعة و «لا يعنيه حتى لو كان مصيرهم الجحيم». وقعت واحدة من أكثر الحوادث غرابة التي توضح ذلك خلال معركة السوم في عام 1916 عندما أصدر النقيب نيفيل قائد كتيبة في الجيش البريطاني أمراً إلى رجال فوج مقاطعة سري الثامن أن يتركوا مواضعهم ويهجموا على العدوّ، وحينها خطرت له فكرة مجنونة بأن يقوم أفراد كتيبته بركل كرة قدم عبر المنطقة الحرام ومطاردتها حتى الخطوط الألمانية. تمّ قتل جميع أفراد الكتيبة، بما فيهم النقيب الذي قام بإصدار الأمر.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب