كتاب أب وابن (سوريا بحجم العالم) – محمد حمادي وشادي حمادي
تشعر وأنتَ تقرأ هذا الكتاب، وكأنك في مضمار للجري، تتابع بلهفة سباقاً للتتابع، فالأب محمَّد يقطع مسافة معيَّنة خلال رحلته الطويلة والشاقَّة في المنفى، ليتابعها الابن، شادي، بمعاناة لعلَّها توازي وتتعدَّى في بعض الأحايين، نظراً لسنِّه وخوضه لأوَّل مرَّة تجارب حياتية جديدة، ما عاناه الأب في حدِّ ذاته.
تتواصل المراحل، وكلّ مرحلة بحاجة إلى جهد جديد وإلى رؤية متأنِّية، فالإجابات ليست حاضرة والذاكرة تستميت في استحضار ماض هو الحاضر، ولا يستبعد أن يرسم ملامح المستقبل أيضاً.
ثمَّ تأتي ماتيلدا ليلى ويتغيَّر كلُّ شيء: لقد استرجعت العائلة زخمها السابق، وها هي تستعدُّ لفتح صفحة جديدة في وجودها، إنما هذه المرَّة بموضوعية وعقلانية أكثر، فلم يعد ثمَّة مجال لخيبات أمل جديدة.هذه الصفحات تلخِّص بطريقة ما المسار المؤلم للشعب السوري ومأساته اللامتناهية، هنا يتواجه الأب والابن بعد سنوات طويلة من الصمت.
وقد كانا غريبَيْن تحت سقف واحد، وأُمّ تهادن وتحاول أن ترمِّم العلاقة الصعبة بينهما، ليشكِّل فقدانها فجأة، البؤرة التي ستدفع الاثنَيْن للانفتاح على بعضهما البعض وسرد ما كان يعتبر تابوهاً لكِلا الطرفَيْن.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب