كتاب أرشيف ريبليكا – بسمة ناجي
تتميز القصص -على الرغم من قصرها- بكثافة شعورية وملامح سريالية لواقع الشخصيات الخارجي أو الداخلي. كتبت بلغة شفافة وبسيطة، تعتمد في تراكيبها على الجمل القصيرة والوصف الدقيق والمقتصد لعوالم القصة والشخصيات، وتقل فيها لغة الحوار أو “الديالوج”، مما يتماشى مع نزوع أغلب قصص المجموعة لوصف حالات فردية لشخصيات متوحدة وغريبة ولديها ولع بتأمل دواخلها واستبطان نفسها.تبدو المدينة حاضرة بقوة في بعض القصص؛ مثل قصتها عن بائع سريح أغرم ببيع غزل البنات يتوسد الرصيف حالمًا بسحب ملونة وتنين يطارده، أو كاتب شاب مقهور تطارده خنازير بألوان بنية ووردية مرقطة بالأسود، وقد تحولت إلى حيوانات مفترسة تجوس في المدينة العتيقة والخرائب والمناطق العشوائية.
أو قصة عن فتاة مغتربة تبحث بشغف عن محل توابل سكن ذاكرتها في الأماكن القديمة، مستدعية روائح وألوان التوابل بعشق وحنين. أو أخرى أضاعت خاتم زواجها بينما هي في الشارع تتعلق بها نملة وترافقها طريقها، وفتاة تحلم أن تكون “كانجرو” تحمله أمه دومًا.
وثمة قصص عن قط تتلقفه يد امرأة من الشارع وترعاه، لكنه يفاجئ بغزو الفئران لحياته، وكأنه – القط – يخشى الفأر!
وتستدعى الكاتبة في قصة أخرى شخصية (أبلة حكمت) المدرسة من مسلسل شهير بنفس الاسم، لكنها هنا على المعاش.
تتعدد الحالات والوجوه في قصص المجموعة لترصد لحظات الحنين والغربة وآلام الضعف الإنساني، في شكل قصصي مكثف وحاذق، يتسم حينا بالغرابة ولكنه يدعو دائما إلى الدهشة.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب