كتاب أزمنة متصدعة (الثقافة والمجتمع في القرن العشرين) – إريك هوبزباوم
يتناول كتاب “أزمنة متصدعة: الثقافة والمجتمع في القرن العشرين” (560 صفحة من القطع الكبير)، للمفكر والمؤرخ البارز إريك هوبزباوم، الصادر ضمن سلسلة “ترجمان” عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بترجمة سهام عبد السلام، ما حدث لفن المجتمع البرجوازي وثقافته بعد أن تلاشى هذا المجتمع إلى غير رجعة بعد عام 1914. وبما أن هوبزباوم قد تحدث عبر مسيرته الطويلة عن التشابك الغريب بين الحقيقة التاريخية والفن، فقد طلب منه معدو مهرجان سالزبورغ السنوي في أواخر القرن الماضي أن يتحدث عن هذا الأمر، فكانت سلسلة محاضرات تشكل بداية هذا الكتاب الذي تم تأليفه بين عامي 1964 و2012.
يقع هذا الكتاب الذي يركز على التاريخ الثقافي لأوروبا، وليس على التاريخ الاقتصادي أو الاجتماعي أو السياسي، في أربعة أقسام رئيسة، يحتوي كل قسم منها على عددٍ من الفصول. يبين الكاتب في القسم الأول “مأزق «الثقافة الرفعية» اليوم” أنّ أول أسباب هذه الأزمة اعتماد الفنون على الثورة التكنولوجية، ويرجع السبب الثاني للأزمة إلى سيادة الحضارة الاستهلاكية عالم اليوم، التي رُقّي الترفيه تحت ظلها إلى مرتبة الثقافة، وهدم الجدار الفاصل بين الثقافة الرفيعة والحياة اليومية العادية. وبعد استعراض أسباب الأزمة، يستعرض هوبزباوم مظاهرها، ويبدأ بفن الموسيقى؛ إذ يقول إنّ الموسيقى الكلاسيكية الغربية صارت تعتمد على مخزون ميت منذ الحرب العالمية الأولى، فقد انتاب الركود قوالبها الموسيقية. ويختم هوبزباوم هذا القسم بنظرة على علاقة الثقافة والفنون بالسياسة والسوق في الوقت الحاضر، ويراها علاقة يحكمها ثلاثة لاعبين: السياسة، والسوق، والإلزام الأخلاقي.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب