كتاب أساطير العالم المفقود – أيوب الحجلي
الإنسان القديم – بداية الوجود وفجر التاريخ الأول- عرف الطبيعة البكر التي كانت بالنسبة له مجهولاً غامضاً، يمور بالأخطار المحدقة عند غياب الشمس، فعاش في هذا الغموض أحقاباً عديدة متتالية، حتى أَلِفَ المحيط حوله، وبدأ يصوغه بلمسته الإنسانية الأولى مبتعداً عن الهمجية والمشاعية، ومرتقياً الدرجة الأولى في سلم التطور الطبيعي.
من هنا بدأت قصة الروح والوجود، فقد جمع العقل البشري في بداياته معارف بدائية مكتسبة، وجمع أيضاً خبرات بسيطة من تجاربه اليومية التي كانت تهدف إلى البقاء فقط، وأصبحت الحياة العادية تجنح إلى الرقي والراحة، فانتقل من العيش في عتمة الكهوف إلى العيش في الهواء الطلق، وانقلب دوره من الهروب كفريسة للحيوانات التي شاركته الطبيعة إلى صياد، ومن صياد يلاحق الحيوانات إلى مُربٍّ لها، ومن إنسان متنقل إلى إنسانٍ مستقر قُرب الأنهار والبحيرات الضخمة طمعاً بالنباتات المتنوعة التي كانت بالنسبة له واحدة من مصادر القوت.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب