كتاب أسرار خلف الأسوار – عادل علي الغامدي
كانت تمر الليلة تلو الأخرى بغيومها الكثيفة لتسدل وحشتها المميتة على كل الأرجاء، تتغلغل إلى أعماقي وأستشعرها بكل فؤادي وعيناي ملازمتا السمر وكأنهما خلقتا للسهر!… الدموع هي البلسم الذي يغسل كل الألم ويزيل الهمَّ من تلك القلوب المتعبة ولكن عندما تنضب دموعك في قمة اليأس ولا تجد حتى الدمعة لتخفف تلك الأوجاع القاتلة التي تلازم الأنفاس… وتجلجل مع الآهات وتتصارع بعضها مع بعض للخروج إلى العالم الفسيح لتريح ما بداخل ذلك الفؤاد المتعب.. ولكنها تختنق وتموت في قمة بوحها… كل ليلة تمثل ولادة لأحزاني… أقبع في غرفتي وفي إضاءات ظلماتها في كل أركانها أتأمل شرفتي التي تجاورني، أنظر إليها نظرة متأملة أرى أوجاعي تصطف الواحد تلو الآخر يدفع أولها آخرها وأنا متوسدة ذراع الخوف… أتجرع عذاب الأم… ظلم الزوج… قساوة القريب… وإجحاف الصديق، كان ليلي كنهار الأعمى… ظلاماً دامساً!
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب