كتاب أسطورة شق صدر النبي محمد – هاريس بيركيلاند
أثبت البحثُ في متون الأحاديث، وفي إسنادها أن أسطورة شقّ الصدر كانت تُعدّ، في وقت مبكر نحو عام مائة للهجرة، ممهدة للبعثة عند بعض أوساط المحدثين، حيث ظهرت مرتبطة بالبعثة، أي مع نزول الوحي وبدء القرآن بآيات سورة العلق الخمس الأولى في غار حراء، عند أهل السُّنَّة والجماعة، وهي التي كانت وراء تطور الأسطورة في تلك الأحاديث وقد جاءَ أحمد بن حنبل بما يوافق رأي أُولئك المحدثين، حيثُ ذكر أسطورة صدر (النبي) مُحمّد من قبل طائرين، مُتأثرةً برأي أهل السُّنَّة والجماعة في البعثة، وفي أحاديث أخرى عند أهلِ السُّنَّة والجماعة ظهر شكل الأسطورة تمهيداً للبعثة، ولكن بمُقدِّمة وضعت شق الصدر قبل مدة من البعثة، فلا تُحدّد روايات الأحاديث الإسلامية كلها، أسطورة شق صدر محمد باعتبارها تمهيداً لبعثته.
يهدفُ هذا البحثُ إلى تحليل أصول روايات أسطورة شق صدر (النبي) مُحمّد المتعدّدة، وتحديد تاريخها ما أمكن، وقد جاءت في كتب السيرة والحديث والتفسير، منذُ زمن ابن إسحاق (تُوفي سنة 151هـ / 767 م) إلى يومنا هذا، إذ أرجع ابن إسحاق تاريخ أسطورة شقّ الصدر إلى فترة رضاع مُحمّد ، وقدّم لها روايتين، أولى الروايتين وأقدمُهما في «سيرة ابن هشام» وهي: «عندما كان مُحمدٌ مع أخيه بالرضاعة، مع بعض الغنم خلفَ خيامهم، فجاءَ أخوه أهله قائلاً بانفعال: إن رجلين في ثياب بيض قد أخذا أخاه، ووضعاه على جنبهِ، وشقا بطنَه ثمّ حرّكاها. وعندما خرجَ والداه ليريا، وجداه يقفُ بوجه حائل اللون، وأخبرهم أنّ رجلين في ثياب بيض وضَعاه على جنبه، وفتحا بطنه، وسعيا للحصول على شيءٍ فيه، ولم يكن يعرفُ ما هو ».

تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب



