كتاب أفتوكا لايزو – أسامة غريب
التقيت به في إحدى السهرات مختليًا بطبق فتة باللحمة الضاني في ركن قصي من صالة الطعام، وقد فاجأني في اللقاء الأول بأنه زعلان مني وعاتب عليّ بشدة، فلما استفسرت منه عن السبب قال: لأنني انتظرت منذ وصولي إلى مونتريال أن “تفيدني” وطال انتظاري دون جدوى. قلت له مدهوشًا: أفيدك في ماذا؟ ما هي بالضبط الفائدة التي توقعتها مني ولم تجدها؟ فضحك بشدة وأخذ يقهقه قائلًا: كنت أعلم أنك لن تفهمني بسهولة مع أن كلامي واضح. قلت له وضّح أكثر يا شيخ بنزهير. قال: “تفيدني” يا أستاذ مشتقة من verb to feed ومعناها بالعربية يُطعم أو يزغّط أو يدفع الْمَم في الأفواه، وأتوقع منك أن “تفيدني” معناها أتوقع أن تطعمني وتذيقني الْمَم وأنتظر دعوتك لي على العشاء حتى أقبلها فورًا، وأضاف: لقد سمعت أنك رجل كريم وأن نارك تحت القدور لا تنطفئ.
أدهشني جرأته في طلب العزومة وضحكت بصوت عال قائلًا: ناري لا تنطفئ؟ فقلت وقد قررت أن ألاعبه على طريقته وأجاريه في لغته العجيبة: “أفتوك لايزو” يا شيخ بنزهير! فقال: يعني إيه؟ قلت: ألا تزعم أنك تعرف لغات وتستطيع فك شفرة العفريت؟ قال: غلب حماري يا سيدي. قلت له: “أفتوك لايزو” يعني أفتوك كذبًا ونصفها الثاني مشتق من كلمة lies وتعني أكاذيب بالإنجليزية.. “أفتوكا لايزو” هو مصطلح يعني ضحكوا عليك وباعوا لك التروماي وملأوا خيالك بالوهم.. فهمت يا أستاذ بنزهير؟
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب