كتاب أقاصيص من الأساطير اليونانية – جيمس بالدوين
ترجم الأديب والمؤرخ جميل منصور كتاب -أقاصيص من الأساطير اليونانية- عن اللغة الانكليزية، وقدمه لنا بلغة عربية متقنة، حتى لاتكاد وأنت تقرأه أن تلحظ، ركاكة أو عجامة في النقل الى لغة الضاد، واستطاع بجهد ملفت ليس فقط أن يجعل هذا الكتاب تحفة لغوية، من حيث عذوبة الألفاظ والتشابيه البليغة والصور الشاعرية، بل أن يؤكد جمالية اللغة العربية وقدرتها على استيعاب الابداع الفني العالمي، يبدأ الكتاب بتعريف الأسطورة، فهي قصة قصيرة، وهي حكاية خيالية مشوقة، وهي شعر أو نثر جميل، وهي دروس في الفضيلة، وهي تاريخ أمة، وجزء لا يتجزأ من التاريخ الانساني، وبها ينسجم النشاذ في الأشياء، ونحصل على التكامل الذي يجعل منا أناسا متمدنين، فهي تتصل بأصل الانسان وتطوره، وبالطبيعة والشمس والقمر، وتفسر الموت وما بعد الموت، وعلاقات البشر مع بعضهم ومع الحيوان والجماد، وتنتهي الأسطورة -على الأغلب- بانتصار العقل والصدق والجمال، والأسطورة تفسر تساؤلات الانسان منذ القدم، حول ظواهر الكون والحياة وحكم القدر، وأبطالها دائما الثلاثي، الانسان والطبيعة والآلهة، وينسج التاريخ نوله وفقاً لمجريات الأحداث بين هذه الأقانيم الثلاثة، وتدخل الأسطورة عند اليونان القدماء في جميع نشاطات الفكر، وهي لذلك ترتبط بجميع قطاعات الحضارة اليونانية، من فن وأدب، ودراسة الأسطورة مهم لأن لها تأثيرا عظيما وخاصة في الآداب الانكليزية والفرنسية والالمانية والاسبانية وغيرها، وقلما نستطيع أن نفهم شكسبير وغوته وهيغو… دون أن نلم بالأساطير اليونانية، وقد أثرت الأساطير ليس فقط في الشعر والنثر، بل في كل ألوان الفنون الغربية والعالمية، كالموسيقا والغناء والرقص، وربما كان ريتشارد فاغنر الموسيقي الالماني في القرن التاسع عشر، من أعظم عباقرة الموسيقيين، الذين استمدوا موضوعاتهم من الأساطير في الرسوم واللوحات والصور، ولعل أفروديت (فينوس) خير مثال لما حظيت به من اهتمام الرسامين، ومن أهم وأثمن الصور الفنية صورة لميديا، وقد حفظت في متحف نابولي وهي تفكر في مصرع ولديها، اللذين اغتالتهما بيديها انتقاما من زوجها الذي أحب امرأة أخرى، بالاضافة الى النحت وصنع التماثيل وخير أمثلة : تماثيل زوس (جوبيتر) وباخوس (اله الخمر) وأبولو (اله الخصب والعطاء) وفينوس (آلهة الحب) وأثينا (آلهة الحكمة) وديانا (آلهة الصيد).
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب