كتاب أنا أبقى في البيت – هدى سويد
أعتقد على الأرجح أنّ كل ما رويته في هذا الكتاب كان عبارة عن كابوس نقلني ما بين الصين وإيطاليّا ، وإذا وجدتم أنّ سردي كان رهيباً أو مُخيفاً، فلأنّ الأحلام والكوابيس لا تكون مُترابطة أحياناً في سياقها ، فكيف إن استمرّ الكابوس هذا على مدى أكثر من عام؟
قلب الوباء في إيطاليّا رأساً على عقب وجه إيطاليا المُشرق الفرح إلى مشاهد حرب، طوارئ وشاحنات عسكريّة تجول في عتمة الليل بالجثث والضحايا دون أن تحظى بمكان لدفنها:
«كانت النعوش تنهال علينا ولا ندري كم جثمان بداخلها» قال لي باولو سوريزينا.
كما قلب الوباء النظرة والمفاهيم الرسمّية التقليديّة المُتعلقة بالبيروقراطيّة، البنيّة التحتيّة والتكنولوجيّا، وأخطر المسؤولين بالحاجة المُلحّة إلى أساليب واستعدادات أكثر تطوّراً كانت غائبة منذ سنين، كذلك أرسل إشاراته إلى المواطن والفرد للتعامل مع الأوبئة بصورة أكثر جديّة، والتعايش معها كونها تعيش على مقربة منّا منذ فجر التاريخ. كنت قريبة وفي دائرة ما يحدث، ووجدتني أختار ما عشته لأرويه على شكل يوميّات توثيقيّة لا تخلو من أحاسيسها ووجدانيتها، تعكس الجوانب والمراحل التي مرّت بها القطاعات على اختلافها من سياسيّة، اقتصاديّة، ثقافيّة واجتماعية، سعيت من خلالها أن تكون شاهداً وفيّاً ككتاب، وفي خدمة هذه المرحلة من تاريخنا.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب