كتاب إبراهيم بين الروايات الدينية والتاريخية – نبيل فياض
ليس من السهل الكتابة في موضوع شيق / شائك كقصة إبراهيم بين النصوص المقدسة والتاريخية التي كثيرا ما قاربها الباحثون من الشرق والغرب، لكن الصعب هو الدخول في مقاربة كهذه في مجتمع أمي ثقافياً، إلا ما ندر، لاعلاقة له فعلية بعلوم هامة للغاية اليوم، مثل: النقدية الكتابية واللغات المقارنة والدين المقارن واللاهوت وغيرها، أما الأصعب فهو الغوص في أعماق اليهودية في هذا المجتمع الذي يجهل-ويعادي- الأبجدية المعرفية للعبرانيين من جهة، ويمشي مغمض العينين في درب الأصولية الدينية المعادية للسببية والصيرورة على حد سواء، من جهة أخرى..
ونحن في هذا الكتاب لتلك الأسباب بالذات، تعمدنا الخيارات المفتوحة: بمعنى أننا لا نقسر القاري على تبني ما نعتقد شخصياً به بل نترك له الحكم بعد الدراسة غير السريعة والجزء الأول من هذه الدراسة غير المطولة هو نوع من النقدية الكتابية لقصة إبراهيم كما وردت في التوراة أسفار العهد القديم أو التاناخ باللغة العبرية الأولى بالاعتماد على مصادر يضيق المجال لحصرها، أما الجزء الثاني فهو ترجمة بالحد الأدنى من التصرف للجزء المتعلق بإبراهيم في كتاب الباحث الألماني هاينريش شباير قصص أهل الكتاب في القرآن والذي أكملنا ترجمته لاحقاً، وكما قلنا في كتابنا محمد ( مايكل كوك )، نقلاً عن أحد الباحثين الغربيين، فقد كان نبي الإسلام (ص) ينظر إلى التوراة بعيون الهاغاداه، وقصة إبراهيم القرآنية تثبت ذلك بالمطلق.

تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب



