دواوين الشعر والفنون
كتاب إحياء الشعر (البارودي والزهاوي وشوقي وحافظ والرصافي والجواهري) – عارف حجاوي
عندما بايعوا أحمد شوقي بإمارة الشعر، قال الزهاوي: “منكم أمير ومنا أمير”، فكأنه همس في أذن عقلي الباطن همسةً تجلّت في هذا الكتاب، فما إن فرغتُ من وضع خطته حتى رأيتني قد أخذت ثلاثة شعراء من مصر، وثلاثة من العراق زاعماً أن هؤلاء قد أحيوا الشعر العربي بعد قرون من الموت السريري.
في البدء كان البارودي، لا خلاف، قد لبث زمناً يحاول أن يلبس عباءة المتنبي، ويراها فضفاضةً عليه، حتى تقاذفته رياح السياسة فرفعته إلى رئاسة الوزراء، ثم رمته بعد أشهر في سيلان منفياً، فلبس عباءة نفسه، فكان بشير عصر جديد في الشعر العربي، ثمّ مضيتُ أرتب الشعراء بحسب سنة الميلاد.
أفهمنا الزهاوي أن الشعر يمكن أن يقال بلغة عصرية، وزاد فشحن شعره بالفكر والفلسفة، وفي مصر اعتلى شوقي كتفي البارودي، وظلّ مثله يقلد القدماء؛ ولكنه، بثقافته العريضة وبحياة مصر السياسية النشطة في زمنه حلَّق فوق النسور.
والقلب كان شعريته، وواكب حافظ إبراهيم شوقي ونافسه في محافل التهاني والتأبين بشعر فيه رنين يصلح للمنابر، وعاش شعر حافظ بما فيه من سهولة وفصاحة ولقلة ما فيه من إيماءات تاريخية اكتظ بها شعر شوقي.
وأسهل من شعر حافظ كان شعر الرصافي، فشاعر العراق، على فصاحة لسانه، كان يشبه حافظاً في بوهيميّته وفي قلة إحتفاله بالإشارة التاريخية، وخاتمة شعراء هذا الكتاب الجواهري، هذا شاعر عاش القرن العشرين كله، تنقص سنتان من أوله وثلاث من آخره.
كان منبريَّ الأسلوب كحافظ، وكانت حياته ترجمة شعرية لحياة العراق السياسية في القرن العشرين، قال الشعر في زمن بني عثمان، وزمن الإنجليز، وزمن فيصل، وكان مقرباً لعبد الكريم قاسم ثم هجره، وناوش العهد البعثي قرباً وبعداً، أصدق التاريخ ما تجده في قصائد الشعراء، فإنْ زعمَ زاعمّ أن هذا الكتاب كتاب تاريخ فَليزعم.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب