كتاب إعادة تدوير الشجن – سهى زكي
“””ماذا تريدين مني الآن يا روحي البلهاء؟
هيا طيري وامرحي واخرجي إلى حيث تلتقي الأرواح التي تشبهك، أما أنا فاتركيني هنا، في هذه الدنيا التي لا تستحق إلا العفن، سأتحلل مكاني ليعرف الناس موتي عن طريق رائحتي، هم لا يستحقون مني إلا هذه الميتة القاسية التي تناسب قلوبهم.. فربما تصلهم مني رسالة غضبي من كذبهم وضلالهم وأنانيتهم. هيا.. ارحلي يا روحي ولا تعودي لهذا المكان مرة أخرى.. وأوصيك أن تسكني أي كائن.
اسكني طائرًا أو شجرة لكن لا تسكني جسد آدمي مرة أخرى فتحملي المعاناة وأنتِ حرة.
ويكفي أحبتي أن يبقى لهم بعض من صوري.
الصور.. نعم، للصور طعم الأحزان، وخاصة الصور التي تصور الأشخاص بأماكن يهجرها الزمن.. تلك الفكرة الجنونية، من يمر على من؟
هل نحن من نمر عليه أم هو الذي يمر علينا؟
أكره وأحب الصور..
فالصور تجعل من أحب أمام عيني ومن لا أحب أيضًا أمام عيني، الصور تذكرني بالزمن الذي مر، وبشكلي الذي مر وبعمري الذي مر، الصور تاريخ، ولولا أنها بالفعل تاريخ ما قام أجدادي الفراعنة بتصوير كل شيء ونحته على جدران مقابرهم وعلى كل مكان تطأه أقدامهم، كانوا يحرصون على أن تبقى الصورة حتى يرى من سيأتون في زمن آخر كيف كانوا ومن كانوا؟
الصورة شيء مؤلم حقًّا..””.
صور مؤلمة وصور مفرحة وصور تعود بنا إلى الوراء، لنعيد تدويرها في المجموعة القصصية “”إعادة تدوير الشجن””.”
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب