كتاب إعاقة الديمقراطية (الولايات المتحدة والديمقراطية) – نعوم تشومسكي
يعتبر مؤلف هذا الكتاب نعوم شومسكي من أكثر مفكري الغرب المعاصرين عمقاً وغزارة في الإنتاج، وجرأة ومثابرة في فضح ممارسات الغرب، وبخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، المنافية لمبادئ الديموقراطية الغربية ذاتها ولأحكام القانون الدولي، وهو أبرز ناقدي النظام الأمريكي الرأسمالي الكوني في القرن العشرين.
ينطلق شومسكي في كتابه هذا “إعاقة الديموقراطية” من دراسة وقائع وأحداث وممارسات سياسية واقتصادية في شتى أصقاع العالم ليفسر ظاهرة وجود نظام أمريكي كوني ينطوي على فجوة متزايدة الاتساع بين المثال والحال، بين القول والفعل، بين المبادئ والتطبيق. وهو يرى أن جوهر فلسفة الديموقراطية الرأسمالية، يمكن تلخيصه بهذه الحيلة: “ما لم يجر إرضاء الأغنياء والنافذين، فإن الآخرين سوف يعانون”. ومن أجل أن يصبح الإذعان عادة يمكن الاعتماد عليها، يقتضي زرعها عميقاً في كل ميدان، فالجمهور يجب أن يصبح مجموعة متفرجين-لا مشاركين-ومستهلكي عقائد ومنتجات. ولإنجاز هذه الصياغة الامتثالية للجمهور حرصت الولايات المتحدة على الإمساك بجهازي الشرطة والجيش في بلدان أمريكا اللاتينية لضمان ألا يتصرف الشعب وفقاً لأفكار غير مقبولة، كما حرصت على تدمير الصحافة المستقلة. وأما في الشرق الأوسط، فقد اعتمدت واشنطن وسيلة إشاعة الاضطرابات والرهاب، وإعداد الإنقلابات لسد الطريق على القوى التحررية الصاعدة. فالمثال الديموقراطي للولايات المتحدة، في الداخل والخارج، هو ببساطة: “أنت حر لتفعل ما تريد ما دمت تفعل ما نريدك أن تفعله”.
بعبارة أخرى فإن هذا الكتاب يفضح بالوثائق والوقائع ممارسات الولايات المتحدة الأمريكية تجاه الشعوب، ويسجل انتهاكاتها التي لا تحصى لحقوق الإنسان والديموقراطية، في مختلف أنحاء العالم.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب