كتاب الأحزاب السياسية – موريس ديفرجيه
يرتكز مفهوم الأحزاب على تناقض أساسي؛ إذ يستحيل وصف مكانيكية الأحزاب السياسية وصفاً مقارناً وجدّياً. فالأبحاث المتخصة السابقة والمتعددة والعميقة، وحدها تيح يوماً ما بناء النظرية العامة للاحزاب. ولكن هذه الابحاث المتخصصة لا يمكن أن تكون معمقة حقاً ما لم تكن هناك نظرية عامة عن الأحزاب. ومفهوم الحزب لم يكن بالحاضر قبل الربع الثاني من القرن التاسع عشر. كما لم يكن لكلمة (حزب) المدلولات والمعاني نفسها تماماً المعروفة اليوم. حيث كانت أغلبية الدراسات الصادرة في الغرب والمتعلقة بالأحزاب السياسية تكتفي، لفترة غير بعيدة، بتحليل عقائدها فقط. وهذا الاتجاه ناتج عن المفهوم الذي ينظر إلى الحزب كجماعة عقائدية. فالأحزاب منظمة من الأفراد يتفقون في الرأي، لهم مصالح مشتركة يسعون الحصول على السلطة وتحقيق برنامجهم. مستعملين كل الوسائل المتاحة لديهم والتي يسنها القانون. يبدو الحزب السياسي اليوم عاملاً طبيعياً ملازماً لكل نظام سياسي معروف فالحزب السياسي موجودة في أغلب الأنظمة، ويندر أن يكون هناك دولة لا وجود لحزب سياسي واحد فيها.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب