كتاب الأرض وأحلام يقظة الإرادة (بحث في خيال القوى) – غاستون باشلار
لقد عزمنا على تقسيم بحثنا إلى كِتَابَيْن، إذ تفطّنا خلال تَقَدُّم هذا البحث إلى الأَثَرِ الواضح جدّاً لِحَرَكتَيْن أمكن التمييزُ بينهما بشكل صريح بفضل التحليل النفسيّ: الانفتاح والانطواء، بحيث يظهرُ الخيال في الكتاب الأوّل بالأحْرى على أنّه منفتحٌ ويظهر في الثاني على أنه مُنطوٍ. وسنلاحق في الكتاب الأوّل على وجه الخصوص أحلام اليقظة الفاعلة التي تدعونا إلى الفعل في المادّة.
وفي الثاني، سينساب حلم اليقظة على طول مُنحدرٍ أكثر أُلْفَة، ويقتفي هذا التراجعَ الذي يقودنا إلى المآوي الأولى التي تُبرِز أهمّية كلّ صور الحميميّة. وبصورة عامّة ستكون لنا ثنائية العمل والراحة .
ولكن ما إن قُمنا بتمييز قاطع جدّاً حتّى كان علينا أن نتذكّر أنّ أحلام يقظة الانطواء وأحلام يقظة الانفتاح نادراً ما يكون بعضها مُنفصلاً عن بعض. وأخيراً، فإنّ كلّ الصّور تتشكّل بين القُطبين، وهي تعيش جدليّاً من إغراءات الكون ويقينيات الحميميّة. إنّنا نُنجز عملاً مصطنعاً إذا لم نُعطِ للصّور حركتها المزدوجة للانفتاح وللانطواء، وإذا لم نقم بإبراز ازدواجيّتها. يجب على كلّ صورة، ومهما يكن الجزء الذي تكون فيه الدراسة، أن تتلقّى إذن كامل قيَمِها. فأجمل الصّور هي تلك التي تكون في أغلب الأحيان بؤَراً للازدواج.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب