كتاب الأقوى – محمد زفزاف
في هذه الدراسة القصيرة نود الوقوف إزاء المجموعة الموسومة بعنوان ” الأقوى ” لسببيْن، أولهما أن الدراسات التي توافرت بين يدي قلما تلتفت إليها، فباستثناء دراسة قديمة لأحمد بوزفور، لم نجد ما يمكن له أن يطفئ ظمأ الباحث.
وثانيهما هو كون المجموعة تعبر تعبيرا فنيا قوياً عن ” هوة البؤس التي كانت تتردى فيها حقوق الإنسان المغربي في سبعينات القرن المنصرم، فضلا عما توحي به لغتها من موضوعيّةٍ، وصدقٍ، مذهلين.
فمن الأمور اللافتة للنظر في قصص ” الأقوى ” تلك الإشارات العابرة التي تبدو غير مقصودة لذاتها، ومع ذلك فهي تحمل الكثير من المعاني التي تشير لمغزى الحكاية في النص، وما جرى من أجله التخييل السردي.
ففي مستهل القصة الموسومة بعنوان ” الرجال والبغال ” التي تعود بنا إلى زمن المقاومة، والثورة على المستعمر، الذي لم يكن ليجد حرجا في سوق الشبان اليافعين من القرى مع الحمير والبغال ليحملوا عليها السلاح، وينقلوه من مكانه إلى أمكنة أخرى، وليقوموا بأنفسهم بالهجوم على ثوار القبائل من المقاومين.
وفي الأثناء يطلبُ منهم (العسكري) الأجنبي أن يضعوا أيديهم فوق رؤوسهم، وألا يحاولوا أن يحدثوا ضجَّة بأحذيتهم على الأرض.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب