كتاب الأندلس بين ضفتين – مريم المير
أجدني أدمنت الكتابة عن “الفردوس المفقود” .. تُرى لماذا؟
هل لأنني ولدت بمدينة تطل عليه صباح مساء؟
أم لأنني اكتشفت جذوري الأندلسية؟
أم لأني أحمل هويةً حضاريةً كانت تمسك بريادة العالم فأصبحت نسيا منسيا؟
إن الكتابة عن الأندلس ما هي إلا نزيف قلم مثقلٍ بالذكرى … بين من غرس فسائل النور والتسامح، وبين من حملوا مناجل الكراهية وحصدوا كل أمل في التعايش والتراحم تحت مظلة الوطن الواحد والقيم الكونية المشتركة.هذا الكتاب الذي بين أيديكم يروم إبراز معالم الحضارة الإسلامية متمثلة في نقطة من “العالم الغربي” كان يُراد لها أن تكون جسرا للحوار وتلاقح الحضارات، ولكنها لأسبابٍ ذاتية وأخرى موضوعية اندثرت لتصبح أطلالا ومعالم يرتادها السياح والبكّاؤون والمتطفلون.
بين قرى أنجرة بدأت الحكاية .. عيون أهلها تشي ألوانها بهويةٍ أخرى منصهرةٍ فينا ومعنا، تتماهى مع زُرقة السماء، وعادات تلتحف من جبال البشرات مناديلا، ومن طليطلة قراطيسَ يرسمون عليها حكاياهم، ومن محاريب مساجد قرطبة وإشبيلية تأوهات روح وتراتيل تتموج بين قبابها متسلقةً مآذنها لتعانق زغاريد الحصادين … بالحمّة، والزاوية، والملالح، والقلعة، والحومة، والخندق، والرّملة، والقصيبة، والشطيبة.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب