كتاب الإضافة النوعية القرآنية (مراجعة نقدية في سفر التكوين) – مصطفى بوهندي
ما إن يعرض موضوع المقارنة بين الأديان، حتى يتبادر إلى الأذهان البحث عن ما هو الدين الصحيح والكتاب الصحيح؟ وما هي النواقص والعيوب الموجودة في الدين الباطل والكتاب المحرف أو المزوّر؟ وذلك لكون كل واحد من أصحاب الأديان المختلفة، وتنحصر هذه الدراسة في تناول الأديان الإبراهيمية الثلاثة: اليهودية، المسيحية والإسلام، له مجموعة من الأفكار المسبقة عن مخالفيه، تجعل دينه وكتابه هو الأصح، وكتب مخالفيه وأديانهم باطلة ليست على شيء.
من أجل ذلك، بالنسبة كهؤلاء، فقد كانت المقارنة بين كتب اليهود والنصارى من جهة، والقرآن الكريم من جهة ثانية، أما لبيان ما اقتبسه محمد صلى الله عليه وسلم بزعمهم من كتب اليهود أو النصارى القانونية أو المخفية، وكيفية، أيضاً حسب زعمهم، تصوفه فيها وتشويهه لها وإضافة عناصر من الثقافة العربية إليها… هذا إن كان الدارس يهودياً أو نصرانياً، أو لبيان التحريفات والتزويرات والتناقضات التي قام بها وأحدثها أهل الكتاب في كتبهم مقارنة بما جاء به القرآن الكريم المصحح والمهيمن على ما سبقه إن كان الدارس مسلماً.
غير أن الباحث في دراسته هذه والتي جاءت تحت عنوان “الإضافة النوعية القرآنية” لن يسلك نفس طريق الفريقين، لكونه على يقين بأن ما جاء به الأنبياء وسجلته الكتب المقدسة والقرآن الكريم، لا يمكن تجاوزه ولا نسخه، وأنهم عليهم السلام ما جاؤوا لينقضوا ولا ليبطلوا، وإنما ليصدق بعضهم بعضاً وليكملوا، وليبيّنوا ما اختلف فيه الناس، أو متهموه فهماً خاطئاً، أو إلتبس عليهم الحق فيه بالباطل، أو نسوه ولم يذكروه، أو أراد الظالمون أن يخفوه، وغير ذلك من الأعراض البشرية التي نتعرض لها المعرفة ويتعرض لها الدين.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب