كتاب الإله ألفا (سيكولوجيا العنف والاضطهاد الديني) – هكتور. أ. غارسيا
نحن نعيش اليوم في عصر تتصادم فيه الأديان مع حقوق النساء، ومع المساواة بين الجنسين ومكتسباتها التي نحاول جاهدين الحفاظ عليها، وفيه وضعت الأنظمة الثيوقراطية يدها على ترسانة من الأسلحة النووية، فضلاً عن تنامي التطرف الخطير حول العالم. إنها لحظة مصيرية بالنسبة لنا كي نتأمل ما يحصل، ونفهم كيف تستغل الأديان لتشجيع أسوأ ما في الطبيعة البشرية، لا أفضل ما فيها.
سنبدأ برسم القواسم المشتركة، بين من يرتكبون أفعال العنف والاضطهاد السابقة. سنلاحظ على الفور أنهم الرجال حصرياً، وحتى في الحالات النادرة التي يكون فيها الجاني امرأة (أو طفلاً)، الرجال أيضاً هم من يحرضونها على ارتكاب فعلتها، أو يرغمونها على ذلك. إنها نقطة انطلاق هامة، وبما أن القاسم الثاني المشترك لتلك الأفعال هو التدين المزعوم، لذلك سنطرح سؤالاً ثانياً مفصلياً: هل توجد قواسم مشتركة للتصورات عن الله خلف تلك الأفعال؟ وسنتوصل بالإجابة عليه إلى لب المشكلة، وهو التصور المشترك لله على أنه رجل.
أنا أجادل في هذا الكتاب أن الله خلق على صورة الرجل، وهو جدل قديم، فكلمات زينوفان تقترح أن المفكرين ناقشوا هذا الترابط منذ عصر الإغريق القدماء. بأي حال، هناك أسباب عديدة تدفعنا لا لنؤكد أن الله خلق على صورة رجل – وليس العكس – فحسب، بل كي ندرس أيضاً صفات الهيمنة التي يجسّدها الله، خاصة أن رجال السلطة تماهوا معه تاريخياً، كي يوسّعوا سلطتهم ويستغلوها لفرض المزيد من العنف والاضطهاد.
يتكرر هذا النموذج في تاريخ الأديان، إذ يسبغ الرجال شرعية إلهية على أنفسهم كي يبرروا أسوأ أفعالهم، كما أن الله بحد ذاته كثيراً ما يصور منخرطا في أفعال عنيفة، مما يرسّخ الأفعال التدميرية التي يقوم بها أصحاب السلطة.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب