كتاب الاشتراكية (الطوباوية والعلم) – فريدريك إنجلز
من أجل وعي حقيقي بالماركسية نحاول في هذه السلسلة أن نقدم عدداً من الكراسات التي تلقي الضوء على أهم المفهومات التي جاء بها ماركس وإنجلز وعديد من الماركسيين، لكي تشكل معرفة تأسيسية يمكن أن يُبنى عليها. وإذا كانت المعرفة هي المدخل لتمثل أي فكر، فإننا نهدف هنا إلى تقديم هذا المدخل الضروري والمهم، لكن في سياق وعي بأن الماركسية هي أكثر من معرفة، لأنها بالأساس منطق تفكير، هو الجدل المادي. والهدف هنا هو اكتساب هذا المنطق.
وكراس، الإشتراكية: الطوباوية والعلم، هو توضيح للتحوّل العميق الذي أضافته الماركسية لمفهوم الإشتراكية الذي كان قد أصبح متداولاً، حيث تأسست علمياً وبالتالي باتت ممكنة التحقق، وإنجلز هنا يشير إلى ترابط ما أضافته الماركسية، أي منهجها الذي هو الجدل المادي، والذي سمح بالرؤية العلمية للواقع ولآليات تغييره، ترابط ذلك بتشكل الطبقة العاملة التي لا تملك ما تخسره، هذان هما الأساسان اللذين جعلا الإشتراكية ليس طوبا بل ممكن، وضرورة.
وإنجلز هنا يقيم الربط العميق بين الجدل العادي خصوصاً ونشوء الطبقة العاملة، ويعتقد بأن هذا الربط هو الذي سيفضي إلى تحقيق الإشتراكية.
وهو لذلك ينتقد الفهم الطوباوي للإشتراكية لمصلحة فهم علمي، وبالتالي يضع الفاصل بين الإشتراكية التي كانت رائجة قبل إذ (واستمرت أيضاً) وبين الإشتراكية التي تؤسس الماركسية لتحقيقها.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب