كتاب التحليل النفسي للهستيريا (حالة دورا) – سيغموند فرويد
ذات يوم زارت عيادة سيغموند فرويد في فيينا صبية حسناء سيعطيها رائد التحليل النفسي، في كتابته عنها اسم “دورا”، وهو ليس اسمها الحقيقي بالطبع. وكان فرويد يعرف تلك الصبية لأنه، قبل ذلك بخمسة عشر شهراً كان أنهى معالجته لها من حال هستيرية مستعصية، كما كان كتب عنها دراسة متكاملة. وحول تلك الزيارة كتب فرويد:”يومها وصلتني للمرة الأولى أخبار عن صحة مريضتي وعن نتائج علاجي لها. ففي يوم ليس تاريخه عديم الدلالة، وهو الأول من نيسان ابريل، جاءتني الفتاة لتكمل قصتها وتسألني العون من جديد… غير ان سيماءها كانت تنم من النظرة الأولى عن ان طلبها، هذهه المرة، يجب ألاّ يُحمل على محمل الجدية…”. إذاً، خلال تلك الزيارة الجديدة لم يحمل فرويد الأمر على محمل الجدية، لكنه قبل ذلك، حين جاءته تلك الفتاة مريضة حقاً وعالجها، تعامل مع الأمر بكل جدية… بل تعامل مع مريضته تلك في شكل جعله ما إن ينتهي من علاج حالها، يكتب عنها تقريراً موسعاً ، اعتبره كثر خرقاً لميثاق الشرف الطبي، مع ان فرويد لم يحدد أبداً الاسم الحقيقي للفتاة ولا وضع أية اشارة تكشف حقاً هويتها -، وهذا التقرير صار هو النص الشهير المعنون”التحليل النفسي للهستيريا: حالة دورا”، والذي سيشكل جزءاً من واحد من أهم كتب فرويد”خمس حالات من التحليل النفسي”. ونحن نعرف اليوم ان”حالة دورا”تعتبر علامة فارقة في تاريخ التحليل النفسي كله، كما في عمل فرويد، إذ يعتبر ذلك النص”أول تقرير مفصل وميداني عن التحليل النفسي لحالة عصابية.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب