كتاب التراث ومجتمعات المعرفة – بومدين بوزيد
على ضوء التحولات العلمية والتكنولوجية العالمية، يسعى هذا الكتاب إلى طرح “أسئلة وقضايا فكرية ومعرفية تتعلق بالدين والمجتمع والإنسان..” والتي لا تزال تتحكم بمجتمعاتنا العربية، ليدعو إلى ضرورة القيام بـ “مراجعات نظرية وعلمية حول قضايا التراث والتحديث والسلطة وحول مضامين الفكر العربي المعاصر..”.
السعي إلى مقاربات حول كل هذه الأسئلة …التي تطال المعرفة والهوية، يعاود الكاتب طرح بعضها، كما يجتهد في طرح أسئلة جديدة، لأنه “سيكون أمامنا اليوم ومستقبلاً قضايا فكرية جديدة تحتاج إلى جهد إبداعي عربي متميز متجاوزاً “التحشية والشرح” للقديم والمعاصر..”.
يبتعد عالمنا العربي أكثر فأكثر عن مسار العالم المتقدم الذي قفز قفزات بعيدة، نتيجة استفادته السريعة من التطورات العلمية والتقنية الكبيرة. بات المطروح علينا الآن، إما “أن نختار بين الدخول مباشرة في مسيرة التقدم السريعة..”، وإما أن نتخلف عن الركب ونصبح على هامش التقدم الحضاري المستقبلي.
لذلك يبحث الكاتب في توجهات العقلية المسيطرة على الفكر العربي والذي لا زال عاجزاً عن إيجاد طاقته الإبداعية الخاصة، فإما أن يلتحق بالنماذج الغربية فتسيطر عليه فكرة الحداثة إلى حد التبعية العمياء، وإما أن يغالي في تقديس التراث والماضي والأجداد، فيكبّل نفسه سلفاً عن التقدم بأي اتجاه، وهو في الحالتين يكون قد حذف من مسيرته ومستقبله إمكانية الإبداع والتجديد الحقيقيتين واللتين يتطلبهما الوضع المعاصر الحالي في مجتمعاتنا التي هي بأمس الحاجة إليهما.
من هذا المنطلق، علينا البحث وعلى جميع الصعد، عن التفكير الذي يمكنه إخراجنا من هذا المأزق.
يشارك الكاتب “أصحاب المشاريع الفكرية التجديدية في الفكر العربي المعاصر حلمهم أن يقدموا طريقا جديدا لمجتمعاتهم العربية والإسلامية”، بإتباع التوجه المنطقي النابع من واقعنا الخاص كي نصل إلى حلول واقعية لمشاكلنا الفعلية.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب