كتاب التفاحة لم تكن فاسدة – سارة طوبار
عبر تسع عشرة قصة قصيرة تدور “سارة” بين عوالم المرأة ومشكلاتها من جوانب متعددة، وتحاول أن ترصد كذلك بعض مشكلات المجتمع، نجد ذلك بوضوح في قصة “أوجاع بالنعناع” التي يظهر فيها إدانتها للمجتمع الذي يحكم على الفتاة من خلال أمها وتصرفاتها الظاهرية التي لا يرضى عنها، رغم أنها لم تفعل شيئًا إلا أنها تمارس حريتها، ولم تجُر على حقوق وحريات الآخرين، كما ترسم بالتفصيل لوحة تبدو معتادة للمرأة العاملة التي تحاول جاهدةً أن تحظى بساعة واحدة خاصة بها في يومها المليء بالمهمات المرهقة:
“يستيقظ أخيرًا، تغيّر له ملابسه وتحثه على تناول فطوره، تفتح شنطة يدها أكثر من مرة للتأكد من وجود مفاتيح البيت وأنها لا تنسى هاتفها، تعد له حقيبته الصغيرة، تطلب منه وعودًا بألا يثير المشاكل وأن يكون ولدًا مطيعًا، لكنه لا يفي.
تغلق خلفها باب البيت وتقف في مواجهة شارعٍ طويل عليها أن تقطعه سيرًا لتستقل مواصلة ما إلى الحضانة ثم أخرى إلى العمر، تمر سيارة مسرعة تخلِّف وراءها غبارًا تنفضه عن ملابسها وتمسح وجهها بيدها، يزيد الغبار صباحها ضيقًا ويزيد تطلعها لحياةٍ لا اختناق فيها”.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب