كتاب التلمذة الفلسفية – هانز جورج غادامير
هذا الكتابُ سيرةٌ ذاتية وشهادة يقدّمُها الفيلسوفُ الألمانيّ هانز جورج غادامير الذي نيّفَ عمرُه على المائة (1900- 2002)، عاش غادامير الحربين العالميتين، وحقبة الإحتلال الأميركي الروسي لألماني، وتفكّك بلده إلى ألمانيتين عاش وعمل في كليهما، وشهد توحيدّهما وإنهيار جدار برلين، سافر في طول العالم وعرضه، ودرّس في أكثر من بلدٍ وبأكثر من لغةٍ، والتقى جلَّ أقطاب الفلسفة في القرن العشرين، وعمل أستاذاً للفلسفة، ورئيساً لجامعة، ومؤسساً لمؤتمرات فلسفية، ولجماعات فكرية، وكان عضواً في حلقاتٍ وندواتٍ ومؤتمراتٍ لا تُعدّ.
من هنا، تكتسبُ حياتُه أهمية كمّاً وكيفاً، فخلال قرن وثلاث سنين لم يسأمْ تكاليف الفلسفة والحياة واحتضنهما حتى آخر رمق، إنه “الشاهد المطلق” كما قال جاك دريدا مرةً عنه.
يعرض غادامير بعضاً من مراحل حياته وتحوّلها الفكريّ منضفرةٌ بحيوات فلاسفة آخرين، وأمكنة، وتقلبات سياسية وإجتماعية لتاريخ وطنه ألمانيا، إنها سيرة ذاتية أخرية: سيرة تكشّفت عبر الفلاسفة الآخرين الذين عاش معهم متعلّماً منهم، مراقباً ومدققاً في سلوكياتهم وتفلسفهم، فكلّ عنوان من عناوين هذه السيرة، إنما يتعلق بحياة فيلسوف ألماني خَبَرَ سجيّتَه وشخصَه ودقائق حياته ناهيك عن تفلسفه.
يكتب غادامير في سيرته الفلسفية الذاتية – الغيرية عن عشرة فلاسفة ألمان، ويمرّ سريعاً بعشرات الأسماء والأمكنة الأخرى، يتحدث عن صغير أشيائهم وكبيرها، عن كيفية تفلسفهم، وحماسة كلامهم، وجمال خطّ أيديهم، وعن لفتات عيونهم، وحركات أيديهم، وأشكال لحاهم، وملابسهم، وأمكنة سكناهم، وحتى احذيتهم، عنهم فلاسفة وبشراً.
بالنسبة لمترجميّ هذا الكتاب إلى العربية، ولعدد كبير محتمل من القرّاء العرب، يُلقي هذا الكتاب بسبب من بعض أوجه الشبه العديدة من جهة العالم الإجتماعي السياسي الذي عاشوا فيه، الضوءَ على نوع الحياة التي سادت، أو يمكن أن تسود الحياة الأكاديمية، والحياة بعامة، في مجتمعٍ يتأزمُ فيه الخطابُ السياسي، لتغدوَ الحياة فيه محضّ مصادفة، بالضبط كما الحياة، التي دامت أكثر من قرن، والتي سيطالع القارئ تفصيلاتها.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب