كتاب الثورة المستحيلة – ياسين الحاج صالح
كانت الدولة الأسدية انبنت على أن تستحيل الثورة ويمتنع التغيير ويسود الأبد. جرى تفخيخ المجتمع بالمخابرات والمخاوف الطائفية، بحيث يمكن تحويل تمرد السكان على «الدولة» إلى تفجر المجتمع على نفسه. وعملت الدولة الأسدية طوال عقود على أن تكون ركيزة للاستقرار والأمن في الشرق الأوسط بحيث تتوسع دائرة المتضررين من أي تغير سوري محتمل، ويكثر الحريصون على بقاء الحال. وجرى احتلال الدولة العامة من قبل السلالة الخاصة ومحظييها على نحو يؤول بالدولة السورية إلى الدمار إن أطيح بـ«دولة» الأسديين.
بيد أن الثورة المستحيلة وقعت فعلاً.
خاضت كفاحاً استثنائياً في شجاعته وإبداعيته وتنوع وسائله، وقدرته على التجدد والاستمرار. وشهدت صنوفاً من المعاناة البشرية تقارن بكبريات المآسي في التاريخ الإنساني. في تفجرها الملحمي، كما في تحطمها التراجيدي، تقول الثورة السورية إن تغير العالم قضية سورية بقدر ما إن التغير السوري ظهر كقضية عالمية. تقول أيضاً إن العالم بعد تحطيم الثورة السورية وإعادة تسليم سورية للمتصرف الأسدي لن يكون كما قبله.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب