كتاب الجمر والرماد – هشام شرابي
في منتصف السبعينات، وأثناء كتابة هشام شرابي لهذه المذكرات، كان واثقاً أن العرب على عتبة حقبة تاريخية جديدة منه. وبعد مرور أكثر من عشر سنوات، يدرك أنه كان على خطأ: عصر الانحطاط لم ينته، والعرب في مرحلة جديدة منه.
إن هذه المرحلة بالنسبة للجيل الجديد الذي ينتمي إليه هي المستقبل الذي حلم به، مستقبل الانجازات والانتصارات التي كان سيحققها.
وهو يقرأ في الصحف أخبار لبنان والعراق والثورة الفلسطينية، وتعود به الذاكرة إلى صيف 1947 في ضهور الشوير، الساعات الطوال التي كانت ورفاقه في الحزب القومي السوري في ظل أشجار الصنوبر، وفي المسير عند المغيب باتجاه غاية بولونيا، يتحدثون عن الغد وما سيفعلونه من أجل هذه الأمة وعزها، المرارة التي يشعر بها اليوم تنبع من هذه المستقبل الذي أفلت من يدهم وتحول إلى هذا الحاضر، أصبحت الحقيقة التي جمعوا حياتهم حولها رماداً لا جمر فيه.
في هذه المذكرات تميز وتفرد نابعان من معاناة عقلانية وروحية، إنه انسجام الفكر مع نفسه في تحليل الواقع وتغييره في آن معاً.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب