عبد الوهاب المسيريفكر وثقافة وإيديولوجيا
كتاب الحداثة وما بعد الحداثة – عبد الوهاب المسيري وفتحي التريكي
لقد استمدت الحداثة جذورها من فلسفة الأنوار التي أعلنت مركزية الإنسان وفردانيته، وأكدت أن عقله المادي يحوي في داخله ما يكفي لتفسير ذاته وبيئته والكون المحيط به من دون حاجة إلى وحي أو يبن وأن هذا التفسير يشكل كلاً متماسكاً يتجاوز أجزاءه المتناثرة. ولقد نجحت هذه الفلسفة العقلانية المادية-إلى حد كبير-في إقصاء البعد الروحي للإنسان (في مجال الحياة العامة). ولم يلبث النسق المعرفي في المادي للحداثة أفرز تساؤلات عميقة آلات بها إلى ما بعد الحداثة التي فككت الإنسان، وأنكرت مركزيته، وأسلمته إلى العدمية، فبعد تراجع الجوهر الإنساني لصالح الآلة والسوق والقوة، على يد (الحداثة)، تم اختزاله إلى شيء أحادي البعد (جسد، جنس، لذة) على يد (ما بعد الحداثة).
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب