كتاب الحياة السرية – سلفادور دالي
“الحياة السرية” هي كتاب مذكرات، يسجل عبره الفنان الإسباني سلفادور دالي مشاهد من حياته الإبداعية تبرز فيها الوظيفة الأدبية للفن، مما يضفي على حكايته (الشخصية) ، التنوع، والتلوين، ويبدأ شبح الإحساس بالرتابة. لذلك فسلفادور دالي لا يخاطب هذا القارىء الباحث عن التسلية والتشويق حسب، بل القارىء الباحث عن المعنى فيما يقرأ، وعن الأفكار العميقة الدفينة الكامنة وراء لوحاته الفنية، أو تلك المبطنة في حواشي الكلمات والتراكيب.
والكتاب مأخوذ من يوميات المؤلف في باريس للمرحلة الممتدة من عام 1953 إلى 1963 ويشكل تكملة لسيرته الذاتية التي اعتبرها النقاد مثيرة للجدل يختلط فيها الجنون بالعبقرية، ولكنه بقي الفنان الإستثنائي ، في فوضاه وفي إبداعه وحتى في نرجسيته.
يقول المؤلف في (التمهيد) لكتابه: “… سأشرح العديد من آليات التفكير التي ابتكرتها وأصفها بدقة كانت تقوم إحداها على فكرة روعة “نابليون القابل للأكل” والتي أدركت فيها شكل مادي ذينك الشبحين الجوهريين لطفولتي المبكرة – الهذيان الفموي المغذي، والإستعمار الروحاني الأعمى، وعندها سيكون واضحاً كوضوح النهار، لماذا تكون طمسون كأساً مليئة بالحليب الفاتر معلقة على كرسي هزاز، مشابهة تماماً بالنسبة لعقلي، لفخذي نابليون المكتنزين؟ وبما أنه من الممكن لهذا الأمر أن يصبح حقيقة بالنسبة لكل شخص، وبما أنه هناك مزايا مختلفة لأن تكون قادراً على أن تنظر للأشياء بهذه الطريقة، فسوف أشرح في هذا الكتاب الحساس، هذا الأمر، بالإضافة إلى الكثير من الألغاز الأخرى، وحتى الأكثر غرابة منها ولا تقل عنها دقة. وهناك على الأقل شيء واحد مؤكد: كل شيء أقوله هنا، كل شيء بالمطلق أقوله في هذا الكتاب، هو تماماً خطئي الشخصي”.
توزعت محتويات الكتاب إلى ثلاثة أقسام رئيسية انتظمت تحتها العديد من الموضوعات وهي: القسم الأول: الصورة الشخصية القصصية، ولادة سلفادور دالي، قصة العكاز وقطاف أزهار الزيزفون … القسم الثاني: المراهقة، الجراد، الطرد من المدرسة، نهاية الحرب الأوروبية … إلى باريس، اللقاء بـ غالا، بدايات … ، القسم الثالث: بدايات في المجتمع، مشاركتي ومنصبي في الثورة السريالية “الموضوع السريالي” مقابل “الحلم المسرود”، نشاط الإرتياب النقدي مقابل “التلقائية” (…) وعناوين أخرى.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب