كتاب الدليل الوحيد الممكن لإثبات وجود الله – إيمانويل كانط
يناقش الكتاب الراهن الأدلة التي قدمها الفلاسفة لإثبات وجود الله، عبر ثلاثة أقسام، توضح رفض كانط للأدلة النظرية على وجود الله في أنماطها الثلاثة: وهي الدليل الأنطولوجي أو (الوجودي) القائم على فكرة الكمال، والدليل الكوني (الكوزمولوجي) القائم على الإمكان، وبيّن كانط أنَّ هذا الدليل هو الدليل الأنطولوجي ذاته، وكذلك الدليل الفيزيائي اللاهوتي المستند على الشواهد من نظام الكون، فانتهى إلى استحالة وجود دليل نظري صحيح على إثبات وجود الله.
وأوضح أنَّ النظام الذي يلاحظه الإنسان في الأشياء الممكنة لا يمكنه أن يدفع الإنسان إلا إلى استنتاج وجود شيء منظم ممكن فحسب وليس إلهاً. ومن هنا فإنَّ العودة إلى الدليل الكوزمولوجي هي فقط لسد الفجوة بين المنظم الممكن المحض الذي يبين الدليل الفيزيائي اللاهوتي وجوده، والكائن الذي ليس كمثله شيء، وهو الله. وبما أنَّ الدليل الأنطولوجي باطل، فكذلك الكوزمولوجي، والفيزيائي اللاهوتي والذي يعيدنا من جديد إلى الدليل الأنطولوجي.
وحاول كانط في القسم الأول من الكتاب أن يفنّد الدليل الأنطولوجي عبر حجة تعريف المصطلح، حيث إنَّ أكثر اساءات الفهم تنجم مع الأسف عن التعريفات المغلوطة للمصطلحات، لاسيما تلك المستندة إلى التعريف الصوري، الذي يحدد العبارة من خلال العلاقة بين الموضوع والمحمول، و”لكن الوجود ليس محمولاً أو تحديداً لشيء”؛ لأنَّنا عندما نفكر بشيء (مثل البطل الخرافي) “أياً كانت المحمولات التي نفكر به من خلالها ومهما كان عددها، فنحن لا نضيف شيئاً على الإطلاق إلى الشيء عندما نُعلن وجوده، وإلا فلن يوجد كما هو، بل سيوجد أكثر مما فكرنا به في المصطلح”.
وبالتالي لا يمكن تقديم توضيح للمصطلحات بالمعنى الصوري، والوجود ليس محمولاً لشيء على الإطلاق. وبذلك لا يمكن قبول آراء فولف وتعريفه للوجود، على أنَّه إكمال للإمكان. فإذا لم نكن نعرف برأي كانط “مسبقاً حقاً ما يمكن التفكير فيه بشأن الإمكان في شيء، فلا يتوجب علينا أن نتعلمه من تعريف فولف”. وكذلك ما قدمه بومغارتن حول تصور التحديد الداخلي الشامل، واصراره على أنَّه “يوجد في الوجود أكثر مما هو في الإمكان الخالص؛ لأنَّه يكمل ما يُترك غير محدد بالمحمولات اللازمة من الجوهر”.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب