كتاب الذات عينها كآخر – بول ريكور
يمثل هذا الكتاب تتويجاً لكل فلسفة بول ريكور، أحد كبار فلاسفة النصف الثاني من القرن العشرين. وهو يطرح فيه السؤال المتعدد، الأخيرَ والأبقى في كل الفكر البشري: من أنا؟ من أكون؟ ما هي هويتي؟ وما هو الوجود؟
لقد حطمت العلومُ المعاصرة وهمَ الأنا الواعية لذاتها، والمتيقنة من إدراكها لشفافيتها المباشرة، غير أن الممارسة، أي طريق العمل، تفتح باب المقدرة أمام ذات متجذرة في الحياة اليومية، ذاتٍ متكلمةٍ، ممارسةٍ لأفعالٍ منطلقةٍ منها.
تكتشف هذه الذات بعداً مهماً هو القدرة على السرد: السرد الذي هو الصيغة اللغوية التي نتعامل فيها مع الزمان المعيش، إذ العلاقة الأصلية مع الزمان هي علاقة سردية. إن زمن الكلام أو زمن العمل هما زمنان سرديان. الزمن الإنساني يأتي الخطابَ من خلال القصة، وبفضل القدرة على وضع الأحداث في حبكة قصصية متماسكة ينتج الإنسان هويتَه السردية الفردية وكذلك هويته الجماعية.
تقوم فلسفة ريكور على تأويليةٍ لمعنى الوجود تأخذ بعين الاعتبار كلَّ ما أتى به فلاسفة الريبة وكلَّ الإشارات التي تأتي الفلسفةً من مختلف العلوم الإنسانية، وعلى رأسها التحليل النفسي والتاريخ والألسنية. وإذا كانت مسألة الأنا / الآخر مطروحة بقوّة فإن الرجوع إليها عند هذا الفيلسوف يُكسبها عمقاً نادراً ويُوسّع من أبعاد تناولها.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب