الصادق النيهومكتب السير والتراجم والمذكرات
كتاب الذي يأتي ولا يأتي – الصادق النيهوم
هذا الديوان – كما قال عنه البياتي- (سيرة ذاتية لحياة عمر الخيام الباطنية الذي عاش في كل العصور منتظراً الذي يأتي ولا يأتي)، وأنا أعتقد أن الشاعر يشير بذلك إلى مشكلة فلسفية معقدة تخص منهج الصوفيين مقابل حوادث الثورة والمادة على السواء، وهي مشكلة الشرق كله الذي يقف الآن على طرف الطريق خالي اليدين في مواجهة العالم المزدحم بالنوايا والطرق.
(وعمر الخيام) اسطورة شهوانية في الأدب العربي، وهو أقرب رمز شعري إلى ظاهرة اللامنتمي عند (كولن ويلسون)، ولكن البياتي اكتشف هنا وجهاً آخر لحقيقة المنهج الذي عاش الخيام بمقتضاه في نيسابور وفي مدن العالم الأخرى، مغرقاً أفكاره بالخمر والدوار على الدوام.
والمفاجأة أن البياتي اكتشف (صوفية الخيام) عبر منهجه المادي وحده، وهو اكتشاف خاطف تحقق كله داخل ذلك البعد الشعري الذي انطلق البياتي في اتجاهه منذ (ملحمة الحلاج)