كتاب الرجل الذي يتعقبه الظل – مبارك الهاجري
أنا لستُ سوى إنسانٍ على كل حال، ولأجل ذلك كان لا بد من أن أتجاهل تلك الأصوات في داخلي، تلك الأصوات التي كانت تؤنبني بين لحظةٍ وأخرى جراء ما فعلته بشأن تلك السفينة، سفينة غوستلوف. الكثير ـــ منذ زمن وحتى الآن ـــ كان يتحدث عن أن السفينة كانت تحمل مدنيين لاجئين وهاربين، وكانوا غالبيةً عظمى من النساء والأطفال؛ والكثير كان يعتبرني مجرمَ حربٍ ـــ حتى من الروس أنفسهم ـــ لكن كيف لي أن أهتم لذلك وأنا على مشارف أن ألقى حتفي بتهمة الخيانة؟! كان لا بد أن أقدم قرابين ثمناً لبقائي، وكان لا بد من أن أعمل على تجديد ثقة قادتي بي، ولو لم أكن إنساناً حقيقياً لما فعلتُ ذلك. أنا لا أصدق الألمان كثيراً، كما أني لستُ أكذبهم تماماً، العدد كان كبيراً حقاً، لا زلتُ أذكر الكتل النافقة على سطح البحر حين سكنت الريح وهدأت الأمواج؛ لكن لا أظنه بلغ 10 آلاف كما تقوله التقارير مؤخراً.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب