كتاب الرحلة اليابانية – علي أحمد الجرجاوي
يمكن تصنيف كتاب “الرحلة اليابانية” لصاحبه الصحافي علي أحمد الجرجاوي صاحب جريدة الإرشاد القاهرية ضمن أدب الرحلات. الذي يحتل مكانة عالية بين فنون الأدب العربية وكما قال الدكتور شوقي ضيف “يملأ خانة ظن البعض أنها خالية، وهي خانة فن القصة”، هذا بالإضافة إلى الأهمية الأدبية، إذ أدب الرحلة هو النمط الأدبي الوحيد الذي له علاقة وطيدة بجميع العلوم الاجتماعية تقريباً، ومن هنا استفاد من هذا النمط الأدبي المؤرخون وكتاب السير وعلماء الجغرافيا وحتى علماء التربية إفادة كبيرة وهكذا احتل أدب الرحلة في جميع آداب لغات العالم مكانة عالية.
والرحالة متنوعو الهوية: منهم الداعية إلى الله، ومنهم التاجر ومنهم السياسي، ومنهم من غلبت عليه هواية السفر، ومنهم العالم وهكذا. ومن هنا تعددت أسباب الرحلة، وإذا كان الرحالة قام بتدوين رحلته بناء على طلب من أصدقائه وأقاربه أو تلبية لطلب حاكم أو إفادة للقراء، فإن الجرجاوي صاحب الرحلة اليابانية يهدف في المقام الأول-من تدوين رحلته-إلى بيان هدفه الأساسي وهو الدعوة إلى الإسلام في اليابان ثم ألحت على الترمي بضرب أمثلة مما شاهده في مدن اليابان، ومن هنا اعتمد على سرد تفاصيل بعينها لتحقيق هدفه، كما أورد إحصاءات ووثائق، رغم أنه لم يكن دقيقاً في ذكر بعض المعلومات وشرح بعض المشاهدات وكذا بيان أسماء الأعلام والأماكن. والرحلة اليابانية مكتوبة بلغة سهلة بسيطة يحسبها القارئ لغة أديب يعيش معنا اليوم رغم مرور مائة عام تقريباً على تسطيرها. والكاتب يمزج بين أسلوب الخطابة والأسلوب القصصي الروائي، وقد ضمن كتابه بعض الأشعار تأكيداً لكلامه، وحلبة لأسلوبه لجأ إلى الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، فأدمجها في سياق كلامه للحاجة إليها أو تعليقاً على مواقف بمعينها. وتتمثل عناصر “الرحلة اليابانية” الذي يتضمن مقدمة يتضح منها العنصر الديني، ثم الظروف التي قام الرحالة فيها، برحلته، ودفعته إلى هذا وذاك، المنهج الذي سلكه في تدوين الرحلة، ثم بدأت الرحلة أو قوام الرحلة.
وتداخلت فيها أمور عدة منها ما يتصل بالرحلة ذاتها ومنها ما يتصل بالأمور الأخرى الاجتماعية والثقافية والاقتصادية…الخ. اهتم رحالتنا بالحديث عن رفاق السفر ووسائل الانتقال وأماكن السكن، كما اهتم ببيان الأمور الاجتماعية وطبائع البشر وأخلاقهم وتحدث عن الأمور الاقتصادية والرقي الذي حققته اليابان في ظل حكومة امبراطورها آنذاك. ولا شك أن للرحلة هذه أهمية كبرى نظراً للفترة الزمنية التي مضت عليها (قرن تقريباً) ونظراً للبلد الذي يتناوله المؤلف في كتابه أي اليابان، ونظراً للمهدف الذي من أجله ارتحل الجرجاوي وسافر من موطنه مصر إلى نهاية العالم في وقت كانت فيه وسائل السفر تختلف تماماً كما هي عليهم الآن.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب
لمناقشة الكتاب فى جروب قهوة 8 غرب اضغط هنا