قريبا

كتاب الست زكي – إلهام الجمال

محبة يحيى كانت تزيد في قلبي كلما جلست معه واستمعت إلى حكاياته، كنت أكذب على أمي بسببه؛ أقول لها إنني سوف أذهب لأستذكر دروسي في أرض جدي، إلا أنني كنت كثيرًا ما أذهب لأستذكرها بجواره تحت شجرة الصفصاف العتيقة، وأتلقى بعدها علقة ساخنة من أمي إذا ما وشت لها إحدى صديقاتها بجلستي تلك، إلا أنني لم أتوقف عن الفعل، ولم تتوقف هي أيضًا عن العقاب، ولم يتوقف يحيى عن إدهاشي بحكاياته.

ذات مرة أخبرني أنه بينما كان عائدًا من منزل جده صادفه ملاك مبتسم أخبره أنه سوف يزور منزل “أبو إسماعيل” الليلة ليأخذ روح زوجته، خفت للحظات وتصورته يكذب، إلا أنني في الصباح التالي استيقظت على صوت مؤذن الجامع الكبير ينعى المرأة، ويعلن للجميع موعد جنازتها. فهمت حينها لماذا أطلق عليه أهل القرية لقب “نائب عزرائيل”، إلا أنني لم أخَف منه، لكنني رجوته ألا يخبرني مرة أخرى بمثل هذه اللقاءات العابرة.

تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب

لتحميل ومناقشة الكتاب فى جروب قهوة 8 غرب اضغط هنا

كتب من نفس القسم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى