كتاب السلطوية (ما يجب أن نعرفه) – إريكا فرانتز
لا نعرف الكثير عن السياقات السياسية التي تدور داخل الأنظمة السلطوية مقارنةً بالأنظمة الديمقراطية. وكان ذلك، في جزءٍ منه على الأقل، بسبب إهمال أدبيات العلوم الاجتماعية للسياسات السلطوية. ولكن هذه النزعة التاريخية، بالاهتمام بالديمقراطيات على حساب الأنظمة السلطوية، تغيّرت في السنوات الأخيرة. فقد توسّعت الأبحاث التي تتناول السياسات السلطوية بصورةٍ دراماتيكية في العقد الأخير، ولعل ذلك كان عن إدراكٍ بأن الأنظمة السلطوية باقيةٌ وتتمدّد. فثلث بلاد العالم اليوم، في النهاية، تحكمها أنظمةٌ سلطويةٌ، ولا يوجد أي مؤشّرات حقيقية تدلّ على انحدار السلطوية. إلا أن هذا الاهتمام المتزايد بالسياسات السلطوية لن يكون كافياً لتحسين فهمنا الزهيد بدينامييات الأنظمة السلطوية بالمقارنة بما نعرفه عن سلوكيات الأنظمة الديمقراطية.
تُعرف الأنظمة السلطوية بصعوبة فهمها ودراستها، إذ إن السياسة الداخلية التي تحكم الأنظمة السلطوية مخفيةٌ غالباً عن الناس في ظلّ فرض رقابةٍ على الإعلام أيضاً، ويصعب أيضاً إيجاد بياناتٍ يمكن التعويل عليها مع الانتشار الغزير للبروباغندا الحكومية. وبعبارةٍ أخرى، صعبٌ أن يدرس الباحث الأنظمة السلطوية لأنها تحديداً أنظمةٌ سلطوية.
فماذا يعني “نظامٌ سلطوي”؟ وما أنواع الأنظمة السلطوية؟ وكيف تصل الأنظمة السلطوية إلى الحكم؟ وما هي الأدوات التي تُعين الأنظمة السلطوية على البقاء في الحكم؟ وكيف تختلف الأنظمة السلطوية عن بعضها البعض؟ وما أنواع المؤسّسات السياسية التي يعتمد عليها؟ وهل هناك فرقٌ بين الأنظمة السلطوية والديكتاتورية والأوتوقراطية؟ وهل يمكن أن نقول عن حكومة إنها سلطوية إذا كانت ترعى انتخاباتٍ منتظمةً يشارك فيها أحزابٌ مختلفة؟ ولماذا تنشأ الأنظمة السلطوية في البلدان الفقيرة أكثر من غيرها؟ ولماذا نجدُ السلطوية في بعض البلدان الغنية؟ وما هي الاستراتيجيات التي يلجأ لها الحكّام السلطويون للبقاء في الحكم؟ وماذا يحلُّ بالحكّام السلطويين بعد تركهم للسلطة؟ وكيف يؤثّر خوف الحكّام السلطويين من العقاب بسلوكهم وهم في السلطة؟ وما هي المآلات السياسية لأنواع الأنظمة السلطوية المختلفة؟ وما أكثرها شيوعاً اليوم؟ وكيف يؤثّر نوع الأنظمة السلطوية باحتمالات سقوطها؟ وما هي العوامل التي تؤثّر بسيناريوهات سقوط الأنظمة السلطوية؟ وماذا يحدث بعد سقوطها؟
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب