كتاب السلفية الجهادية في السعودية – فؤاد إبراهيم
يبدأ البحث من نقطة تشكّل السلفية في تمظهرها الوهابي التقليدي، ليضيء على دورها الجوهري في مشروع الدولة السعودية، وما صاحبها من تحدّيات خلال صيرورتها التاريخية، وتجسيدها المادي، ومن ثم تشابكات العلاقة بفعل اختلال ميزان القوة لصالح الدولة على حساب حليفها الديني السلفي، وردود فعل الأخير على التخفيض السياسي والإجتماعي الناجم عن تنامي سلطة الدولة وهيمنتها الكاملة على مجالات عمل المجتمع، وما فرضته من إستبدالات متسلسلة لأنظمة قانونية، وتجهيزات بيروقراطية، وسياسات تنموية وتحديثية متعارضة مع النزوعات التقليدية. بيد أن نجاح الدولة في تخفيض سلطة حليفها الديني، لم يصحبه تخفيض أيديولوجي، فقد حافظت السلفية على مستوى مرتفع في حضورها الشعبي بتعبيراته السياسية الصارخة، وجرى التعويض عن خسارته في الداخل بانتشار كوني.
ومع بلوغ نقطة التفارق، بدأت السلفية في تخصيب أنوية المواجهة مع الدولة، لتصل في مرحلة لاحقة إلى تصادم في شكله غير المسبوق، منبّهاً إلى مخاطر مغفولة حملها الخطاب السلفي ليس على الدولة والمجتمع بل وعلى العالم، ما جعل فتح مستودعاته خياراً ضرورياً من أجل إحباط أية مخاطر لاحقة.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب