كتاب السيل – سليم بركات
على غرار «الجمهرات» (1979) و«الكراكي» (1981)، يكتب سليم بركات في «السَّيل/ بلغتُنَّ أخيراً عمر الأربعاء» (دار الساقي) مطوَّلة شعرية جديدة، لكن بضراوة لغوية أقل. لا يزال الشاعر يكتب بتلك النبرة التي لا يدين لأحدٍ بها، إلا أنه تخفف من العنف المتحصل من احتكاك الكلمات والاستعارات، لصالح جملة تتمهّل في إيصال معانيها إلى القارئ. يقترح صاحب «طيش الياقوت» وجهة نظر شعرية حول فكرة الأنوثة من دون أن يكترث بتحويل هذه الوجهة إلى ممارسة تأريخية.
الكتابة محصورة بالمعجم، والشاعر رسول الكلمات إلى جمهرة نسائه اللواتي يتهادين على وقع مفرداته في سعيهنّ إلى «عمر الأربعاء» بحسب العنوان الفرعي للقصيدة. ليس واضحاً ما إذا كان الأربعاء كنايةً عن يوم واحد أو عقدٍ من السنوات. لا نعرف إذا كان الشاعر يأخذ النساء إلى النضج أم إلى اليأس. لكن فكرة الزمن في الحالتين تذوب باستمرار داخل حشود الصور والاشتقاقات التي لطالما برع سليم بركات في ابتكارها وإدهاشنا بها.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب